بدأت الاتحادات الوطنية في القارة الآسيوية مؤخراً في العمل على الخطط والاستراتيجيات التي وضعتها بغية تحقيق أهدافها، على سبيل المثال يعمل الاتحاد الياباني على الفوز بلقب كأس العالم بحلول 2050، وربما يكون مشروعه أكثر واقعية من الاتحاد الصيني، لأن الساموراي بالفعل بدأ في جني ثمار العمل الذي يقوم به، ويكفي أن منتخب اليابان وصل إلى دور الـ8 في النسخة الأخيرة لمونديال روسيا وكان قريباً من نصف النهائي.
المجلس الحالي لاتحاد كرة القدم رأى أنه من الأفضل أن يتم رسم خطة تمتد إلى 18 عاماً، وذلك حسب رأي الخبراء والفنيين الذين عملوا على الرؤية التي أعلن عنها مؤخراً، لكن من وجهة نظري أن هناك مشكلة كبيرة ستواجههم وستعرقل الاستراتيجية الموضوعة، وهي تكمن في كيفية العمل مع الأندية سوياً من أجل رفعة كرة القدم الإماراتية.
لأن حسب الخطة المعلن عنها، فإنه سيتم التركيز على تطوير اللاعبين وتكوينهم في الأكاديميات وابتعاثهم إلى الخارج منذ الصغر، وذلك بهدف تطوير مستوياتهم، لأننا نعلم تماماً أن جميع مسابقاتنا لا توفر لدينا النوعية المطلوبة من اللاعبين ولا تؤهلهم لمجاراة منتخبات القارة وتحقيق الأمجاد وهذه حقيقة.
ونعلم حقيقة أننا بحاجة إلى الابتعاث والاحتراف بشكل ضروري للغاية، لكن المشكلة التي واجهت المجالس السابقة للاتحاد، هي عدم تعاون الأندية معهم في هذا الجانب، لأنه من الصعب أن يمنحك النادي موهبته التي عمل عليها من أجل تطويرها في مكان آخر، في الوقت الذي يعمل هذا النادي على الاستفادة من إمكانات اللاعب الذي ترعرع في أكاديميته ونشأ لديه، لذلك لن يتخلى عنه بسهولة والجميع يعلم ما حدث في التجربة الأخيرة التي أراد فيها الاتحاد السابق ابتعاث لاعبي منتخب الشباب قبل كأس آسيا إلى أوروبا من أجل صقلهم جيداً.
لذلك فإن لم تتعاون الأندية، وإن لم يمنحهم الاتحاد الضمانات المطلوبة، سيكون الأمر صعباً للغاية على تحقيق رؤية 2038، إلا في حالة تم الوصول إلى صيغة أخرى مثلما يحدث في السعودية حالياً.