الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

الإمارات.. فلسفة النماء غير التقليدي

سعي الدول إلى التقدّم والمنافسة على المستويات العالمية فلسفة بشريّة أزلية اتبعتها العديد من الدول على مرّ العصور، ولكنها حوّلت تلك الدول إلى البراغماتية الجامدة التي تنظر إلى ارتقاء سلّم التقدم نظرة مادية صرفة، ولكنّ الإمارات العربية المتحدة ارتقت بهذه الفلسفة التقليدية ارتقاءً كبيراً إلى فلسفة النماء البشري عموماً.

إنّ هذه الفلسفة الإنمائية الإنسانية التي تسعى من خلالها الإمارات لإثبات أنّ الرفعة المادية لا قيمة لها دون ارتقاء أخلاقيّ يتماشى وإياها متجسدة في كل الميادين، فحين تغدق بالمساعدات الإنسانية لا تفرق بين عرق أو جنس أو طائفة، وعندما تستثمر في بلد من البلدان تقرنه بالمساعدات ودعم البنى التحتية؛ ما يمنح الاقتصاد المادي القيم الروحية المتكاملة مع المعطيات الاقتصادية، فتولد التنمية المستدامة التي يُنظِّرُ عنها الكثير إلا أنّ الإمارات تقرنها بالتطبيق، وكذلكَ فإنها حين تسعى للنهضة العلمية فإنها ترتقي بها إلى المستوى الإنساني، فإرسالها لمسبار الأمل إلى المريخ لم يكن عسكريّاً كما يفعل كثير من الدول المتقدمة، بل أرسلته بمهمات علمية من أجل مستقبل الإنسان على الأرض وفي الفضاء.

واليوم، تسجل الإمارات سبقاً بارتقائها للمركز الأول في العالم من حيث التطعيم ضد فيروس كورونا، مركز تكتنفه العديد من العقبات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي يعاني منها العالم أجمع، لذلك فهو دليل على القوة السياسية والاقتصادية وعنوان للخبرات العلمية والمنهجية، ومعيار للثقة المطلقة بين المواطن والمسؤول، في حين ما لا يزال العديد من الدول العظمى يتوسل مواطنيه للثقة به والاقتناع بسلامة اللقاح.


ولم يقف الأمر بها عند هذا الحدّ؛ فلم تستكن إلى أنها أحرزت المركز عالمياً، بل إنها فور تحقيق المركز وتلقي معظم مواطنيها اللقاح مدت يدها إلى الذين لا حول لهم في مواجهة الفيروس المميت، فأرسلت آلاف الجرعات إلى مخيمات اللاجئين السوريين في الأردن عبر الهلال الأحمر الإماراتي لتطعيم اثني عشر ألف لاجئ سوري ضد كوفيد-19 في المخيمات هناك.


إنّ النهضة الإماراتية وسطوع نجمها في المراكز العالمية ليست بسيطة أو وليدة المصادفة، كما أنها ليست ماديّة تتصيَّد المراكز، بل إنها نهضة مستدامة تقوم على أساسات متينة من المبادئ الراسخة منذ تأسيسها على يد «زايد الخير»، كما تقوم على العمل من أجل الإنسان أينما كان، ولسان حالها يقول: «النماء للإنسان».