السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

الكرّوان.. الطائر المراوغ

الكرّوان بتشديد الراء هو غير طائر الكَرَوَان المغرّد، فالأول هو طائر من طيور البراري غير المستأنسة، أما الآخر فهو طائر من الطيور المغردة القابلة للاستئناس والعيش في المدن.

والكرّوان المشهور في الإمارات والخليج اسم مفرد والجمع كراوين، هو طائر مهاجر يأتي في هجرة طويلة عبر أراضي الإمارات متجهاً إلى الجنوب، لكن الطبيعة في الإمارات تغري ذلك الطائر للبقاء وذلك لأسباب عدة، أهمها التضاريس الطبيعية المناسبة له، والمرعى الطيب الذي يكفيه غذاءه، فالأكل المناسب للكرّوان يكون متوفراً بكثرة، والشاهد أن فترة الهجرة تلك هي التي ينطلق فيها موسم القنص في الإمارات وفيها تتم ملاحقة عدد من الفرائس ومنها الكرّوان.

يعد الكرّوان من أوائل الطيور المهاجرة قدوماً لأراضي الدولة، ويسمى (لَفو) وهو طير ذو حركة كثيرة جداً، ما يجعل صيده عمليّة شاقَّة بالنسبة للصقر القنّاص، فهو كثير المناورات والمراوغة، كما أن له وسائل كثيرة للتخفي، وهو يقبع في النهار وتسكن حركته، لكنه ينشط في الليل ليقتات على نبات الأرض، والقناصة يسمون ذلك الحدث بمسمى (يتعشّى)، كما أنه يقتصد في مشيته ليلاً فتكون خطواته متقاربة حتى أنها تشبّه بالسلسلة لما يراه القناص من أثر على الأرض يشبه أثر السلسلة.


بسؤال صديقي بوسعود عبدالعزيز بن سلطان القنّاص المحترف، الذي شاركنا في فعالية بشارة القيظ بمعهد الشارقة للتراث لنحتفل بالكرّوان، وهو أحد المهتمين بالقنص وبمواسم هجرة الطيور، سألناه عن أعداد طيور الكرّوان الحالية وأسباب انعدام رؤيتها كما كانت تُرى قبل بدء الألفية، فروى أن الصيد الجائر لذلك الطير، وكذلك استخدام أجهزة تقليد صوت الكرّوان، تؤثر في عملية هجرته وعودته، فمع عودته عبر أراضي الإمارات يصطدم الكرّوان بسماع أصوات الحنين (من أجهزة الصوت)، فيظن أنها جزء من السرب نزل إلى الأرض ليقتات، فيلغي عودته وينزل إلى الأرض للحاق بالسرب، فيقع فريسة للصيادين، سواء قنَّاصة الصقور أو قنَّاصة البنادق، وبهذه العملية تتغير بوصلة الهجرة والتزاوج والتكاثر وتنحسر، إضافة لكثرة القتل في الأسراب العائدة تؤثر سلباً في تكاثره، وبذلك تتسارع عمليات اختفاء ذلك الطائر من مشهد الطبيعة الإماراتية.