الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

الإماراتي.. سمات أربع

بعض الأسئلة من الصعب أن تفهمها عندما تسمعها للوهلة الأولى، لكن بعد الإجابة عليها تصبح واضحة المعنى، ومنها سؤال: ما الذي يجعل الإماراتيين إماراتيين؟

قبل الإجابة على السؤال، من المهم نتفكر قليلاً في شخصية الإنسان الإماراتي، وأن نتوقف قليلاً عند جوانب التميز فيها، ومنها على سبيل المثال لا الحصر: الولاء المطلق للقيادة، والناتج أساساً عن محبة صادقة وثقة تامة تعززت على مر السنين، وكذلك المرونة الفكرية والانفتاح على تجارب الأمم الأخرى، ومنها أيضاً التسامح الصادق والرغبة في فتح صفحات جديدة مع كل الشعوب الراغبة في التعايش والسلام.

ما تحقق اليوم على أرض الإمارات من إنجازات غير مسبوقة على المستوى العربي، هي من وجهة نظري نتاج لهذه المزايا الثلاث التي تفردت بها الشخصية الإماراتية.


وهنا نلمح سؤالاً في غاية الأهمية، وهو: هل كان اتحاد الإمارات سيتم لولا تحلي الإنسان الإماراتي بهذه المزايا الثلاث؟.. لا أجد أمامي الآن إلا إجابة واحدة، وهي لا طبعاً.. فقيام اتحاد بين إماراتٍ سبع، تشكل كل واحدة منها وحدة سياسية مستقلة لم يكن سهلاً أبداً، ويتطلب الكثير من المرونة الفكرية والتسامح مع تراكمات الماضي، وقبل ذلك ثقة مطلقة في قرارات القيادة.


وهذا ما حدث بالضبط عندما وضع الجميع أياديهم في يد المؤسس الكبير الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وتجاوزوا المصالح الضيقة إلى المصالح الأسمى، وتسامحوا جميعاً مع صراعات الماضي.

إذن، من حق الإنسان الإماراتي أن يفخر بنفسه اليوم، لكنه لن يفعل ذلك على الأرجح، لأنه متواضع بطبعه، وهذه سمة رابعة تُضاف إلى المزايا الثلاث السابقة.