الثلاثاء - 19 مارس 2024
الثلاثاء - 19 مارس 2024

لتكن ذاكرتك أقوى وعقلك أذكى

سعى الإنسان على امتداد تاريخه، للتميز من الناحية الذهنية العقلية، لأنه أدرك أثر قوة العقل، وما ستقود إليه. ولم يتوقف السعي للحصول على عقل أقوى، وذاكرة قادرة على الحفظ وعدم النسيان، ومنذ فترات زمنية قديمة وصفت أعشاب ومواد بأنها تقوي الذاكرة وتزيد معدلات الذكاء، وتبعاً لتحقيق هذا الهدف وضع العلماء والباحثون قوانين كثيرة لتقوية الذاكرة وعدم النسيان، منها ما يسمى بالقوانين الروحية، ومنها القوانين الطبية، سواء الطب البشري المتعارف عليه أو في الطب البديل، مثل تناول الأعشاب التي تحتوي على المنتول في تركيبتها الأساسية كالنعناع، وغيرها من المركبات الصيدلانية، ومنها ما استقى من القوانين التي تعمل على تحسين العقل بالتأمل والتدبر في الكون والخلق، وتكون عادة كثيرة في دول شرق آسيا كالصين والهند، وتستخدم تعاليم التأمل الطويل في الطبيعة وإراحة الدماغ بأساليب متطورة تعتمد على تقليل الفجوات البيئية فيها والظواهر المزعجة بتأمل لطيف في الطبيعة.

دون شك إننا جميعنا نتعرّض وبشكل يومي إلى نسيان أمور مهمّة أو نسياننا لفعل أمر معيّن، ممّا يتطلّب منا إعادة ترتيب أولوياتنا لاستدراك ما فاتنا.. لذا ظهرت البعض من التدابير التي تحسن وتقوي الذاكرة ولو بشكل محدود.

والعلم يقول لنا اليوم إن المخ يعمل بحيوية ودون توقف حتى أثناء النوم هو لا يتوقف عن نشاطه، وكما يقول الدكتور يان بورن، من جامعة لوبيك بألمانيا: «خلال النهار يقوم المخ بحفظ المعلومات في مخزن مؤقت، ثم يبدأ في تفصيلها وتجهيزها أثناء النوم لإيداعها في الذاكرة الطويلة، وفي الذاكرة الطويلة تنسّق المعلومات وتُربط مع معلومات أخرى سابقة، ويفرغ المخزن المؤقت معلوماته ويستطيع بذلك تخزين معلومات جديدة أثناء الصحيان عبارة عن معلومات وتأثيرات تتوالى عليه بسرعة كبيرة، ثم تأتي عملية تنسيق المعلومات والانطباعات في الذاكرة الطويلة التي يقوم بها المخ أثناء النوم تكون أحسن ما يمكن أثناء النوم العميق».

كما أن الدماغ يستفيد بشكل رئيسي من التمارين الرياضية، لأن الجسم السليم بيئة مناسبة لوجود عقل سليم، حيث إن التمارين الرياضية تزيد من تدفق الأكسجين باتجاه الدماغ وذلك يقلل من خطر الاضطرابات التي قد تؤدي إلى فقدان الذاكرة، ومنها مرض السكري وأيضاً أمراض القلب وانسداد الأوعية الدموية وألزهايمر. وحتى العلاقات الشخصية والاختلاط مع المجتمع يساعد على التخلص من الاكتئاب والتوتر وكلاهما سبب في فقدان الذاكرة، فحاول أن تقضي وقتاً أكثر مع العائلة والأصدقاء، فالتفاعل هو جزء من حياتنا وكلما ازدادت علاقاتك وأصدقائك بقيت ذاكرتك نشطة ومستحضرة كل شيء.

طوِّر ذاكرتك بنفسك، ولا تجعل كل شيء مكتوباً، إلا المواعيد والأمور الضرورية فيفضل أن تدونها في جدول أعمالك، تحدّ نفسك لتتذكر باقي قائمة مهامك مثلاً بدلاً من كتابتها كلها، أحفظ أغراض مكتبك عندما ترتبه، ثم اطلب من أحد أصدقائك أن يأخذ غرضاً من مكتبك وحاول أن تتذكر ما هو، ابدأ نهارك بحل الكلمات المتقاطعة أو أي لعبة تتطلب بعض المجهود الذهني، فخلايا الدماغ كغيرها من الخلايا بالرياضة والتمارين تصح وتقوى وبالخمول تتقلص.