الأربعاء - 17 أبريل 2024
الأربعاء - 17 أبريل 2024

دبلوماسية الإمارات.. وثقة العالم

بناء الثقة بين الإمارات ودول العالم ليس بالأمر الهين والبسيط، وإنما حصاد السنين التي زرع بذورها ورعاها الشيخ زايد آل نهيان رحمة الله عليه خلال العقود الخمسة الماضية، وأكمل متابعتها حتى أينعت مهندس السياسة الخارجية والدبلوماسية سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، الذي استطاع من خلال مسيرته نشر رسالة السلام التي تبنتها الإمارات ونقلتها لمختلف أقطار العالم، والتي نالت إعجاب وقبول الجميع، ما جعلها تحصد 179 صوتاً للفوز بعضوية مجلس الأمن الدولي.

لذلك ليس غريباً انتخاب دولة الإمارات لعضوية مجلس الأمن للفترة 2022-2023، لأن ما حدث يعكس دبلوماسيتها النشطة وموقعها الدولي ونموذجها التنموي المتميز، ويعزز مكانتها على الساحتين الإقليمية والدولية، ما يظهر جلياً على نجاح السياسة الخارجية والجهود الكبيرة التي بذلتها الدولة في مد جسور التواصل بين الجميع وتعزيز قيم التسامح والحوار.

وجود دولة الإمارات خلال الفترة المقبلة أمر مُلح ومهم بالنسبة للدول العربية التي تمر في منعطف تاريخي خطير يتوجب وجود دولة عربية تساهم في مجلس الأمن، تنقل واقع الحال العربي والحلول الواجب توافرها قبل اتخاذ قرارات حازمة عليها، وستسعى الإمارات إلى كسر الجمود في بعض العمليات السياسية وإسماع المجتمع الدولي صوتاً عربياً حازماً لا يتهاون في الدفاع عن قضاياه.


فقد كرست دولة الإمارات خلال العقود الأربعة الماضية الوجه المشرق للسلام بأن تكون لاعباً أساسياً وشريكاً مهماً في إنجاح مبادرات السلام على المستويين الإقليمي والدولي، وذلك انطلاقاً من إرثها الإنساني ورسالتها الحضارية القائمة على إعلاء قيم المحبة والتسامح ونبذ التعصب، حيث شاركت في عمليات عدة لحفظ السلام منذ عام 1976، بقوة ضمن قوات الردع العربية في لبنان مروراً بتحرير الكويت والصومال والبوسنة، وكوسوفو وأفغانستان والبحرين ضد التدخل الخارجي، وفي «عاصفة الحزم» التي نفذها التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، واتفاق السلام التاريخي بين دولتي إريتريا وجمهورية إثيوبيا.


لقد جسَّد هذا السجل الحافل الذي تحقق في ظل الداعم الأول صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وبذلك استطاع مهندس السياسة الخارجية سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان رسم رؤية السلام الإماراتية على خريطة العالم، التي نالت القبول والمحبة من جميع الشعوب والقادة.