الثلاثاء - 19 مارس 2024
الثلاثاء - 19 مارس 2024

لا يمكن حجب الشمس!!

التطورات الهائلة التي تشهدها شبكة الإنترنت حولت العالم إلى قرية صغيرة، وهذا الوضع أدى إلى تشابك وتلاحم معلوماتي واتصال ثقافي واجتماعي بين الجميع دون أي حواجز. هذا التواصل بين مختلف الثقافات كسر العزلة التي كانت بعض المجتمعات تحتمي بها للمحافظة على موروثها ومبادئها وقيمها. منذ سنوات والعالم ومجتمعاته المختلفة مفتوحة أمام بعض وتمكن الجميع دون استثناء من التواصل مع أي نقطة في العالم، وأن يقيم علاقات وصداقات لا حدود لها، حتى حاجز اللغة لن يقف حائلاً أمامك أو عائقاً لتحقيق رغبتك بالتواصل، فبرامج الترجمة والتنافس في هذا المجال جعلت مواقع عالمية تهتم بها، فتقوم بترجمة رسائلك لأي لغة، والتحديثات في هذا المجال ستستمر. هذه الثورة المعلوماتية الاتصالية التي بدأت منذ عام 1985 وهو العام الذي بدأ فيه تقديم هذه الخدمة للناس، أي قبل نحو 27 عاماً، وخلال هذا العمر القصير جداً في عمر البشرية، تزايد أعداد مستخدمي الشبكة العنكبوتية الهائلة وهم في تزايد يومي. لم يوجد مشروع مماثل طوال تاريخ الإنسانية كان له كل هذا المساس بكل فرد في العالم، ولا تعرف المجتمعات والأمم والشعوب أنها بهذا القدر من القرب والتواصل مع بعض بمثل ما يحدث اليوم، وبمثل هذا الوقع والأثر البالغ الذي أحدثه الإنترنت على الجميع سواء كانوا أفراداً أو جماعات... هذا القرب من ثقافات قد تكون عكس ثقافتنا أو الاتصال بمجتمعات قد تكون لها ميول ومفاهيم تختلف كلياً عن نظرتنا ومفاهيمنا وأولوياتنا، لم يسبب نفوراً أو محاولة للابتعاد وإقصاء الآخرين، لأن الجميع يدعم هذه الشبكة ويدعم تطورها، فمهما قلنا من السلبيات فإنها كانت شبكة إنسانية بامتياز قدمت خدمات هائلة للبشرية. على المستوى الفردي، يعتبر الإنترنت وسيلة رائدة ومناسبة جداً للتعليم لكل طموح ولكل من يريد أن يطور نفسه سواء في اللغات أو في أي مجال، حيث تتوافر ملايين المعلومات في نفس التوجه المراد دراسته والبحث فيه. إن ألمنا لما تنقله لنا هذه الشبكة في أحيان يجب ألّا يجعلنا نغفل عن فوائدها ومميزاتها والكم الهائل من المعلومات المتوفرة فيها وفي أي مجال نريد البحث عنه، فلنحاول بناء ثقافة جديدة تتعلق بكيفية تصفحك واستفادتك من الإنترنت بدلاً من محاولة منعها ونشر الأمية فيها، فهذه الطريقة التي تتبع من البعض سقيمة ومصيرها الفشل، لأنه لا يمكن حجب الشمس!.