الثلاثاء - 23 أبريل 2024
الثلاثاء - 23 أبريل 2024

الاختلاف طبيعة بشرية.. لا تغضب!

كثيرة هي المجالس التي نلتقي فيها ببعض من الصديقات، ويتم خلالها تبادل أطراف الحديث وطرح مختلف المواضيع، وفي أحيان يحدث شد وجذب في أكثر من موضوع، ويتسبب مثل هذا الشد والجذب في غضب البعض وتمسكه برأيه الذي يجده صحيحاً ولا يقبل النقاش أو الجدال، بل يستغرب تماماً كيف يوجد إنسان يخالفه لأن القضية بالنسبة له محسومة ولا تقبل اللت والعجن كما يقال، أما الطرف الثاني فتجده أشد تعصباً وتمسكاً برأي مغاير ومختلف تماماً، والمشكلة أن تزداد الأمور سوءاً وتعقيداً عندما يتم إقحام البعض ممن هم في المجلس وتبدأ عملية أشبه بجمع الأنصار والمتعاطفين، هنا يتطلب منك كمضيف أو صاحب الدعوة التدخل ومحاولة إنهاء المشكلة دون أن تظهر أي انحياز لأي من الطرفين بل يجب عليك أن تكون حذراً في عدم شعور أي طرف بأنك متضايق منه أو أنه هو السبب في المشكلة، لأن هذا قد يؤدي إلى أن تفقده نهائياً وتخسر صداقته، وببساطة متناهية تشعر بأنه تم الزج بك في أتون موضوع لا ناقة لك فيه ولا جمل، ليس هذا وحسب بل تحس وكأنك تسير على خيط رقيق جداً بين الطرفين قد ينقطع في أي لحظة.

هذه الحالة نلمسها ونشاهدها وقد يكون أي منا عايشها بطريقة أو أخرى، وهي مع الأسف نتيجة لحالة من سوء الفهم بمعنى الحوار والنقاش، بل عدم فهم بمتطلبات وآداب المجالس وكيفية طرح المواضيع والحديث مع الناس، وتقبل اختلافهم دون غضب أو حدة كلامية. يجب أن نعلم أنه لا يوجد كمال معرفي، بمعنى أن فوق كل متعلم من هو أعلم منه، وهذا يتطلب منا تسامحاً مع كل رأي ومع كل وجهة نظر جديدة، وفي هذا السياق أتذكر المقولة الشهيرة التي تنسب لكثير من العلماء ومن ضمنهم الإمام مالك، وهي:" كلٌّ يؤخذ من قوله ويرد إلا صاحب هذا القبر" ويقصد الرسول صلَّى الله عليه وسلَّم، ووردت أيضاً عن عبدالله بن العباس رضي الله عنه:" ما من أحد إلا يؤخذ من علمه ويترك إلا رسول الله". والذي نصل له أن الاختلاف طبيعة وحالة بشرية مستمرة مع الناس، فهناك ميول وأهداف وأهواء وهناك حقائق لدى البعض وتغيب عند البعض الآخر، ويبقى التقبل وسعة الصدر والتفهم لهذه الطبيعة البشرية والتناغم معها بهدوء خير علاج لحالات الاختلاف والتي في أحيان يصاحبها تعصب وغضب.. ولنتذكر مقولة الإمام مالك، رحمه الله