عرائس في الشارقة

من الصعب أن تُلِم بجميع الأنشطة الفكرية والثقافية والفنية في الشارقة، وفي كل يوم تكتشف الجديد، فمن خلال لقاء جمعني بالأستاذ عدنان سلوم مشرف مسار الفنون المسرحية في ناشئة الشارقة التابع لمؤسسة ربع قرن لصناعة القادة والمبتكرين، كان اللقاء في جمعية المسرحيين حيث تُقام ورشة إنجاز العرض ضمن برنامج فنون العرائس (من 1 مارس إلى 13 يونيو)، حيث يجتمع عدد من الناشئة، بين حضور مباشر وحضور عبر الإنترنت، وهي ورشة تبدأ معهم من الفكرة ووضع النص إلى العرض، مروراً بتصميم العرائس وفضاء العرض والديكور.
خلق بيئة محفزة على الإبداع والابتكار لخلق أجيال واعية ومؤثرة، واحتواء الناشئة ورعاية مواهبهم، هو الهدف من هذه الأنشطة، إضافة لهدف ضمني وهو ملء وقت فراغ أبنائنا بما يعود عليهم باكتساب الخبرات، وتطوير المهارات، وقد أفرزت هذه الأنشطة عدداً ممن مهروا في التأليف والتمثيل، وشاركوا في مهرجانات خارجية مثل مهرجان «الدن العربي» في مسقط، ومهرجان قرطاج الدولي لفنون العرائس، وأنجزوا أعمالاً بأسلوب الإيماء، والعرائس وخيال الظل، وعرض الطاولة، منها مسرحية ليلى والذئب، ومسرحية العازف المتسامح.
مسرح العرائس سواء كمُشاهدة أو مُمارسة لفنونه؛ يمثل متعة حقيقية، فطفولتنا مرتبطة بعرائس ودُمى نحركها ونتحدث لها وباسمها؛ وكبرنا ولا نزال تشدنا وتجذبنا، وقد علمت من الأستاذ سلوم المتخصص والباحث في مسرح العرائس، أن هناك عروسة في كل شعب ضمن موروثه الثقافي، منها «متروشكا» في روسيا، و«بونواكو» في اليابان، و «الجاوية» في إندونيسيا، و«الباكيت» في سلطنة عمان، و«الكراكوز» في تركيا.. وحقاً مسرح العرائس متعة وسحر يتمتع به ناشئة الشارقة، ويا لها من مُتْعة.