السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

ثقافة الاتصال الشخصي.. هل أنتَ أبكم؟ (3)

استكمالاً لحديثنا عن ثقافة الاتصال الشخصي سنتناول اليوم الأثر العظيم لهذه الثقافة على بيئة العمل وبشكل خاص الإدارات وصناع القرار على مختلف درجاتهم ومجالاتهم. عدد من تقارير شركات الاستشارات في الولايات المتحدة أكّدت أن الشركات التي تتواصل بشكل أكثر فعالية مع موظفيها وتهتم بآرائهم تحقق المزيد من النجاح الملموس والرضا الوظيفي والإنجاز المهني! إنه الفهم المباشر لفكرة أن الموظف هو «إنسان» وبالتالي بناء علاقة «مهنية» معه لن يكون مباشراً.. بل من الحتميّ أن يمر ببناء علاقة «شخصية» سواءً قوية أو متوسطة! بينما إهمال أو تهميش الجانب «الإنساني» من الموظف هو سلوك غير واقعي وغير موضوعي وذو نتائج سلبية.

عن تاريخ كبريات المؤسسات والشركات قرأنا عشرات الكتب التي ناقشت واستفاضت في ظروف تكوين العلاقة الشخصية الأمثل بين الإدارات والموظفين، وهناك عدد من التجارب التي دخلت التاريخ في عبقريتها ونجاحها المدروس في انتهاج سلوكيات غاية في السهولة والفاعلية والحزم أيضاً في التعامل مع الموظفين وتوظيف طاقاتهم لخدمة المصالح العامة. من قراءتي للتقاطعات بين تلك التجارب وجدتها جميعاً وعلى اختلافاتها الجوهرية تتقاطع في استبعاد خطأ إداريّ اتصاليّ كبير.. اسمه «الاستعلاء المهني»! هذا السلوك المنتشر في أغلب دول العالم يبعث على النفور ويُسهم بشكل مباشر في أن يقدّم الموظف أسوأ ما لديه للمؤسسة وهو يعقد العزم على البحث عن فرص أفضل بعيداً عنها.

جودة الاتصال الشخصي ليست معادلة كيميائية شديدة التعقيد، وليست مادة منهجية يمكننا حفظ صفحاتها لنتفوّق فيها! بل هي أقرب للفن والذوق في جعل الابتسامة والقرب من الناس منهجاً أساسياً! كمدير يكفي أن تبتسم في وجوه الموظفين صباحاً وتمازحهم وتطمئن على أحوالهم خلال دقيقتين.. لتقلب أجواء العمل باتجاه الثقة والإيجابية والنشاط والتفاؤل أيضاً! في المقابل مجرد قدومك للعمل مكفهراً عابساً صامتاً لا ترد السلام على أحد، كفيل بقلب أجواء العمل لجحيم من الظنون والوساوس والشائعات والطاقة السلبية الشاملة.

نصيحة: إذا لم تكن جيداً في الاتصال الشخصي بما يكفي.. تمكّن منه أولاً ثم استعد حياتك، ستجدها أجمل بكثير.