الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

تطلعاتنا بين الأنا والمبدأ!!

مطالبنا في الحياة كثيرة وطموحاتنا كبيرة.. بل أحلامنا لا حدود لها.. وهذا جميعه من أبسط ما قد يتمناه أي إنسان.. بل في أحيان تكون مثل هذه المطالب والأحلام والأماني هي الدافع للعمل والإبداع والابتكار.. لا أحد يمكن أن يلومك على أن تسعى للأفضل وتحقق ذاتك وتحصد النجاح والتقدم والتفوق.. بل هذه تسمى من البديهيات في تحقيق الذات.. لكن المعضلة في هذا جميعه هي الطريقة لتحقيق هذه المطالب.. المشكلة دوماً تكمن في الأسلوب الذي تتبعه للوصول لأهدافك، ففي الوقت الذي يستخدم البعض أساليب ملتوية مخادعة مثل حصوله على شهادة جامعية عليا مزورة أو استغلال وانتهازية فإن البعض الآخر يتبع أسلوباً لا يقل همجية وفيه من ضعف الضمير الكثير مثل الكذب والخداع.. وكما أسلفت لا أحد يمكنه أن يلومك على تطلعاتك.. لكن يمكن أن تجد الكثير من اللوم والإخفاق في حال كانت هذه التطلعات مجرد أفكار لا ترفدها بعمل وعلم على أرض الواقع.. يوجد جانب آخر من مثل هذه المعضلة وهي أن البعض يعتقد أن مؤشرات النجاح حصوله على تكريمات واحتفاء – مثل الحصول على جائزة – وأن هذا هو النجاح وأن هذه هي قمة التفوق.. دون شك إن هذا خطأ بالغ، ويمكن وضع أيدينا على هذا الخطأ عندما يكون هم هذا المؤلف ألّا يصدر أي منجز إلا ويشارك به في المسابقات في محاولة للحصول على جائزة تشهد له بالإبداع والتفوق والتميز.. وإذا سلمنا بهذا المبدأ فلماذا يكتب ويؤلف؟ هل من أجل أن يتميز ويصبح مشهوراً أو لأن لديه رسالة وهدفاً وغاية يريد إيصالها للناس؟ إنها بحق معضلة بالغة ذلك أن هناك دمجاً بين التطلعات الشخصية وبين المبادئ القويمة.. ماذا لو تحقق له الفوز وحصل على جائزة ولكن بالمقابل منجزه لم يجد إقبالاً من الناس وكان متواضعاً، خاصة في عالمنا العربي الذي يحفل بمئات الجوائز، ونسمع عن فوز فلان وفلانة، ولكن لا صدى لمؤلفاتهم على أرض الواقع.. وغني عن القول إن في هذا دلالة بأن هناك خللاً في وظيفة الجائزة في عالمنا العربي.. ولكني أجزم أن الخلل الرئيسي هو في ذهننا وفي تطلعاتنا وكيفية تحقيقها.. والمشكلة الأعظم عندما يكون هذا الخلل لدى النخبة التي تسمى نفسها بالمثقفة والتي تجيد تماماً التفريق بين المبدأ والأنا..