الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

الكتب القاتلة!

انظر حولك جيداً... يرزقك الله بمن يشبهك دائماً! ثمة أشياء نراها ونعلمها، وأشياء لا نراها ولا نعلمها، وثمة أشياء لا نراها ولكننا نعلمها، وأشياء نراها ولكننا لا نعلمها، وحده الله من يعلم ما لا نعلم، فكلما كان القلب لا يقوى، يكون بالحب الأقوى، وكلما كان أقسى وأقوى، يكون حقاً بلا تقوى، لذا إياك أن تكون (مثلهم) أي (مثل هم) وغم، فلا أحد (يحب هم) ولا أحد يجب أن (يخاف هم) أليس كذلك؟ حسناً (عليك أن تبتسم اليوم، نعم ابتسم فقط لهذا اليوم)، ثم اقرأ هذه الجملة كل يوم!

(تشارلز فالتين ألكان) عازفٌ ومؤلفٌ موسيقيٌ فرنسي، مبدعٌ متميزٌ وفي الوقت نفسه شبه منسي، يهودي الدّيانة، رفيع المكانة، لا يقبل المهانة، حد انسحابه عن حياة العامة واعتناقه مبدأ (العزلة)، ولعله أراد بذلك أن يلتقط بعض (العز له)، مع أنه المولود الثاني من بين ستة أبناء، جميعهم أتقنوا الفن ومارسوه في جميع الأنحاء، فأخته الكبرى والوحيدة كانت تجيد الغناء، أما بقية أخوته الشباب فقد تميزوا دون عناء، بين أستاذ للصولفيج وبين ملحن مسرحي وبين عازف فلوت وبين مؤلف رقصات موسيقية، ليتأكد العالم أجمع من أنهم عائلة فنية إبداعية حقيقية.

بالرغم من أن (ألكان) استطاع أن يرسخ مكانته الرفيعة كعازف بيانو ماهر، إلاّ أنه فضّل عدم عزف أعماله الخاصة علناً كما هو ظاهر، موسيقاه أصلية ولامعة وتبدو متطلبة بشدة، وكأنها تحدث المشاعر بهدوء صاخب وبرقة مصحوبة بحدة، حتى أطلقت على أعماله أغرب الأسماء مثل: (نكتة شريرة، في الإيقاع الحجري، وعلى قيد الحياة)! ووفقاً للأسطورة المستمرة والمتداولة عالمياً عن كيفية وفاته، والتي لا أساس لها من الصحة لفهم الأمر وموافاته، وهي أنه لقي حتفه بعد أن سقطت خزانة الكتب عليه دون أن يلاحظ، تماماً كنهاية الأديب العربي المعروف باسم «الجاحظ».