الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

هكذا تسير البشرية دوماً!!

الدارس لعمليات التطور الإنساني سيلاحظ أن أي مخترع أو اكتشاف مر بمراحل طويلة من التطوير والتحديث، وهذا في جميع العلوم سواء صناعية أو تقنية أو غيرها من العلوم الطبية والمخترعات العملية كان فيها بطء في أحيان وصف بأنه شديد، حتى ولو كنا نعتبر بعض تقنيات عصرنا الحاضر كان التطوير فيها متلاحقاً وسريعاً مثل الاتصالات الحديثة – الهواتف الذكية - لكننا نغفل أن اختراع الهاتف نفسه وانتقاله من طور لآخر حتى وصوله لما بتنا نعيشه اليوم مر بتاريخ طويل جداً. عموماً يمكننا أن نلاحظ مثل هذا البطء في اختراعات مثل الطائرات والسيارات والقطارات، فالطائرات الأولى التي استخدمها الإنسان قبل عقود لا يمكن قياسها بما هي عليه اليوم من السرعة والخفة والأمان، وبالمثل السيارات فمن كان يشاهد السيارة قبل نحو 80 عاماً أو حتى قبل هذه الفترة لا يمكن أن يتوقع أن تصاميم السيارات ونماذجها وموديلاتها ستصبح كما هي عليه اليوم من التنوع والسرعة والجمال. بل إن عملية البطء والتطور يمكن أن نشاهدها في أبلغ صورها اليوم في مجال الطب، على سبيل المثال في تقنيات الخلايا الجذعية، والتي يضع العلماء عليها آمالاً كبيرة في أن تساعد الإنسان على التغلب على كثير من الأمراض بل أن تمد في أعمارنا لنحو 150 عاماً، وهذا الكلام غير مبالغ فيه، فلو تحققت جميع الآمال والنظريات التي يطرحها العلماء في مجالات استخدام الخلايا الجذعية لكانت ثورة بشرية بحق بل ومفترق طرق في حياة الإنسان نفسه، لكن الأمور تسير ببطء كبير. قبل فترة من الزمن نشرت أخبار عن تمكن علماء أمريكيين من تحقيق خطوة كبيرة نحو الاستعاضة عن التبرع بالأعضاء الحية بعدما تمكنوا من تكوين قلب طبيعي حي من خلايا جذعية بشرية. وعمل على المشروع الطبي باحثون في كلية الطب في جامعة بيتسبرغ في ولاية بنسلفانيا بقيادة البروفسور لي يانغ، وتمكنوا من إعادة النبض إلى قلب فأر عبر خلايا جذعية. ولكن معدل النبض يعتبر بطيئاً جداً بحيث لا يمكنه ضخ الدم، كما أن التجهيزات الكهربائية لا يمكنها تسريع عمله، ما يعني أن أمام العلماء مزيداً من العمل للوصول إلى قلب ينبض بمعدل طبيعي. وهنا مربط الفرس، فدوماً تحدث تعقيدات تؤخر أي اكتشاف وتعيق أي تقدم، ذلك أن الإنسان دوماً يتعلم من الأخطاء ويطور من مهاراته ومعارفه وإن كان ببطء إلا أن التطور مستمر.