الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

السفر.. الطفرة المالية والتقاليد

يعتقد البعض أن السفر هو مما جد حديثاً في عادات وتقاليد الإماراتيين بسبب الطفرة المالية وتحسن الأوضاع المعيشية، لكن ذلك ليس صحيحاً، فالإماراتيون وأشقاؤهم من أهل الخليج العربي بل وشبه الجزيرة العربية، احترفوا السفر منذ أزمان بعيدة جداً.

فالسفر في هذه المنطقة هو أحد أهم تقاليدهم المعيشية، فهم يسافرون من أجل التجارة براً وبحراً، كما يسافرون في الصيف للهروب من شدة الحرارة ورغبة في التواجد في الواحات بالقرب من الخضرة والمياه والأماكن الظليلة.

وقد تزين الأدب الشفاهي في تلك المناطق من حكايات وملاحم وأمثال وأشعار بموضوعات وعوالم الأسفار، كما ذكرت كثير من المناطق والبلدان البعيدة في ذلك الأدب، وقد سار ذلك في آداب وأشعار تلك البلاد فقد ذكروا العرب بصفاتهم وهيئاتهم، ما جعلهم راسخين وغير منقطعي الذكر.


للسفر فوائد عديدة وهي فوائد ثمينة جداً، أهمها الكشف عن معادن الناس ومعرفة أخلاقهم، فهو امتحان كبير لا ينجح فيه إلا من تربى على الأخلاق الفضيلة والعادات الأصيلة، كما أن الفوائد المادية من السفر كثيرة، ففيه تشرع التجارة المباشرة والتجارة البسيطة، وقد كان العرب في المنطقة يأخذون معهم كثيراً من منتجات البر والبحر ومن المشغولات الحرفية لبيعها في سفرهم للحصول على المال الذي يعينهم على مصاريف السفر، ومن الفوائد أيضاً توسيع المعارف والثقافة واكتساب الخبرات والحكمة، لكن السفر البحري كان أحد أكبر المصادر والموارد للتجارة في المنطقة، فقد اشتهرت أسر كثيرة بالتجارة البحرية، كما أسهمت تلك الأعمال التجارية التي كانت متوازية مع تجارة طريق الحرير التاريخي المشهور في نقل البضائع بين الشرق والغرب.


ومن التسميات الشهيرة للسفن (محمل سفّار) بتشديد الفاء، وهي أنواع مختلفة من السفن تمتهن فيها التجارة، ومن أهم ما ينقل على تلك المحامل (اللؤلؤ، التمر، الحناء، أوراق شجر السدر، اللومي المجفف، زعانف سمك القرش، الغليون أي الطباق، سمك القاشع المجفف.. وغيرها الكثير من منتجاتهم).

أما أهم الوجهات التي يسافرون لها بحراً فهي (البصرة، بلدان الخليج، فارس، السند، الهند، الصين، إندونيسيا، سقطرة، عدن، المكلاّ، شرق أفريقيا كزنجبار، ممباسة، مالندي، لامو، الصومال).