السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

أزمة إيمان!

الشرف ليس في الجسد، والعين لا تبصر الحسد، والصديق عدوٌ إن فَسد، والحق ظلمٌ إن كَسد، فليس كل مَن زرع حصد، ولا كل مَن أخطأ قصَد، ولا كل النفوس بيضاء، فبعض الهدوء ضوضاء، وبعض الصدور فضاء، وأقسى بكاءٍ بلا دموع، وأعلى صراخٍ غير مسموع، وأبلغ لغةٍ بالعيون، وأجمل إنسان الحنون، وأخطر سرطانٍ في الروح، وأعمق طعنةٍ بلا جروح، وأقوى كسرٍ بلا عظام، وأشد نزفٍ بلا دم، وأكبر دمارٍ بلا هدم، وأفجع الحوادثِ بلا صَدْم، وأسرع هروبٍ بلا قدَم، وأصلَ الوجودِ من العدَم، وأغلظ قلب هو في الحقيقة بلا حجر، فثمارُ العملِ هي في الحقيقة بلا شجر.

كان (ليونارد بيرنستين) ملحنًا أمريكياً، متفرداً عالمياً، ومؤلفاً مبدعاً وقائداً حقيقياً، وعازف بيانو ومحاضراً موسيقياً، ووفقاً لما قالوا عنه أهم النقاد الفنيين العالميين، إنه أحد أكثر الموسيقيين الموهوبين والناجحين في تاريخ الأمريكيين، فهو أول مايسترو يقدم سلسلة تثقيفية من المحاضرات التلفزيونية، بصورةٍ مبسَّطة وجدية عن معاني الموسيقى الكلاسيكية، والتي أطلقها في العقد الثالث من حياته، واستمرت لأكثر من 30 عاماً حتى وفاته، والجدير بالذكر أن أولى حلقات عروضه دارت حول سيمفونية بيتهوفن الخامسة! وذلك ببساطة لأن عبقرية هذا الأخير تبدد غموض المفاهيم الطامسة.

ابتكر (بيرنستين) العديد من الأساليب، بمختلف التفاصيل وشتى التراكيب، فقد تنوع في العزف المنفرد والسمفونية والباليه والأوركسترا، وأيضاً في أعمال السينما والمسرح والكورال والأوبرا، ومن أبرز ما قدمه (بيتر بان، وفي المدينة، والطيور، والسلام، والليلة، وقصة الجانب الغربي، وعلى الواجهة البحرية، ومدينة مذهلة) وغيرها الكثير من الأعمال المتنوعة والمذهلة.

ذات يوم، أراد (بيرنستين) أن يصف ذاته بذاته، وأن يعتمد على دقة الوصف ذاته، وبالتالي وصف ألحانه بأنها مجرد «أزمة إيمان»، ولكنها في حالة بحث عن الخلاص في سبيل تجديد هذا الإيمان! ليبقى السؤال هل وجد «إيمانه» حقاً؟