الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

الصداع.. داء الجيل

يواجه العديد من الناس ألماً في الرأس، كالشيء الذي يثقب الدماغ، ولا أعتقد أن أحداً منا يطيق الشعور بالصداع. إن الشكوى من ذلك الألم أصبحت شيئاً معتاداً ومتكرراً، حتى بات الصداع يشكل 25% من شكاوى مراجعي المستشفيات، وهذه نسبة يجب ألا يستهان بها.

الصداع له أنواعه وأيضاً أسباب مختلفة، فهناك صداع الجهد والتعب و الإعياء، وأعتقد أنه من أكثر الأنواع انتشاراً. على سبيل المثال عندما يجهد الشخص عينه أو عقله يتسبب بآلام في رأسه، وهناك الصداع الذي ينشأ من توتر الشخص وزيادة الهموم، فيشعر بحملٍ ثقيلٍ في رأسه، وهو من الأنواع المنتشرة، ويوجد ما يسمى بصداع العنقود، وهو مؤلم وحاد إلا أنه غير شائع، وتوجد بطبيعة الحال أنواع أخرى.

الذي يحدث دوماً أننا نكتفي بالذهاب للطبيب لطلب المساعدة وتناسي أسبابه، مع التقدم العلمي والتطور أصبحت معظم الأجهزة تعمل على شكل شاشات مثل الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر والتلفاز. وسواء الصغار أو الكبار الجميع يقضون ساعات عديدة أمامها، فما أن ينتهي من مشاهدة مسلسل حتى يذهب لقضاء بعض الوقت على هاتفه الجوال، وفضلاً عن استخدام الحاسب الآلي، وعلى وجه الخصوص منهم في مقتبل العمر، حيث يقضون ساعات عديدة أمام الألعاب الإلكترونية.

وهنا نصل للحل الأساسي لمعظم أنواع الصداع، ويتلخص في تنظيم الوقت وعدم إجهاد الجسد والأعضاء بكل هذه المؤثرات، فما الذي يمنع الشخص أن يضع وقتاً محدداً ليقضيه أمام جهاز الكمبيوتر، ويتخلل ذلك فترات استراحة لعدم إجهاد العين، بالإضافة إلى وقت محدد لمشاهدة التلفاز، وليس لساعات طويلة، ولا ننسى أن هناك ممارسة يقوم بها العديد من الشباب والصغار وهو إغلاق الأضواء أثناء مشاهدة الأفلام، وهذه فعلاً قد تضر بصحة العينين على المدى البعيد، ولا ننسى أيضاً أن ترك التدخين بالنسبة للمدخنين سوف يكون له أثر كبير في منع الصداع أو التخفيف منه، وتبقى ممارسة الرياضة الوصية الوحيدة الرئيسية عند جميع الأطباء، لما لها من أثر كبير في نفسية الشخص. كما أنه يجب أن نتعلم كيف نسترخي ونأخذ نفساً عميقاً، ونتوقف قليلاً عن اللحاق بمشاغل الحياة الكثيرة، ولنرتب أوقاتنا ونقلل الجهد وخاصة الذهني. ولنتذكر أن أجسادنا لا تنطق أو تتكلم، لكنها توجه لنا رسائل عندما تتعب أو ترهق، وواحدة من أهم رسائلها الصداع، لنحوله لشيء جميل يعيد لنا التوازن ويذكرنا بأن صحتنا عزيزة وغالية.