الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

بين ثقافة تسهيل مصالح الناس.. وتعطيلها

من قصص الناس وتجاربهم ومعاناتهم اليومية والمجهودات التي يبذلونها لتسيير مصالحهم وإعالة أسرهم ودفع عجلة الحياة بالاتجاه الصحيح، تتطاير أمامنا عدد من المواقف العجيبة والتي قد لا يُصدقها عقل ولا يقبلها منطق، حيث النتائج متباينة ومتباعدة بشكلٍ عجيبٍ حقاً.

فهذه إحدى الزميلات تذهب لأحد البنوك لإجراء بعض المعاملات فيأتي حظها مع أحد الموظفين الذي بدا عليه الفهم والمعرفة في ممارسة عمله! ولدى استيضاحها عن الحلول المقترحة لتسهيل دفعاتها كان رد الموظف هادئاً وبارداً لدرجةٍ مستفزة.. فخلاصة رده كانت، لا توجد حلول! يجب عليكِ الدفع في الموعد وإلا سنتخذ إجراءاتنا ونصعّد الأمور للسلطات المختصة التي بدورها ستقوم بالتحقيق معك وربما يؤثر ذلك على استمرارية عملك! البنك غير مسؤول عن ظروفك يجب عليكِ الالتزام بما تم الاتفاق عليه منذ البداية أو تحمّل العواقب! نحن لسنا جمعية خيرية لنقوم بمساعدتك!

أصيبت الزميلة بانهيار عصبي بسبب العنف اللفظي غير المبرّر، رغم أنها على رأس عملها وهي عميلة منتظمة في السابق قبل أن تواجهها ظروف صعبة، لذا أرادت معرفة الحلول من ذوي الاختصاص. شعر مدير الفرع بانهيارها فاستضافها في مكتبه وقام بتهدئتها وقدّم لها الماء والقهوة وطلب منها استرداد أنفاسها قبل الحديث عن مشكلتها! وعندما أخبرته استغرب كثيراً موقف الموظف.. فهناك عدة حلول يمكنها الاستفادة منها! استدعى الموظف المذكور وسأله عن سبب عدم عرضه الحلول عليها.. فكانت إجابته على أحد الحلول (هذا حل معروف لو أرادته لفعلته من خلال التطبيق).. وعلى حلٍ آخر (هي لم تسأل عن ذلك حتى أخبرها) أما الحل الثالث فكان إجابته عليه صادمة (لم أكن أعرف أن هذا الحل تمّ تفعيله لدينا)!!

عرض المدير عليها حلاً مناسباً وساعدها في تنفيذه وأخبرها عن عدة أدوات وحلول يمكنها الاستفادة منها لتسهيل تعاملاتها المالية مع البنك في أمورٍ أخرى كانت تجهلها تماماً! وكانت في منتهى السعادة لدى مغادرتها البنك بعد حصولها على الحلول المناسبة.

هل تعلمون أن هناك أنواعاً من البشر تشعر بكيانها وأهميتها وقيمتها من خلال تعطيل مصالح الناس وتصعيب الأمور عليهم! وهناك أنواع على العكس تماماً.. إلى مسؤولي الموارد البشرية.. أرجوكم لا تتعاطفوا مع أصحاب النوع الأول.