السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

عندما تبنى الحضارة... فهناك سلطان

أربعة عناصر مهمة يجب توافرها لبناء حضارة في الأوطان، وهي عناصر مهمة يجب أن تتوفر بالتوازي لتتوازن عملية البناء، ولكي يتحقق الكمال في عملية البناء تلك، يجب الاهتمام بالإنسان والمعرفة والفنون والمدينة.. هذه العناصر الأربعة كفيلة بإيجاد أهم الملامح الحضارية المطلوبة لإيجاد مدينة بالمعنى الحقيقي.

وقد حظيت مدن إمارة الشارقة بتلك العناية اللازمة للبناء الحضاري، فصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، يولي عملية البناء الحضاري اهتماماً كبيراً، وهو الذي عَرَف كيف يوازن بين تلك العناصر الأربعة لبناء حضارة مدنيّة رائعة تبهر الناظرين، وتحقق معادلة مهمة في خلق توازن بين الروح والمادة.

لقد تحقق اكتمال تلك العناصر في مدينة الشارقة الأم، ثم في مدينة خورفكان، وها هو يصل إلى حد الاكتمال في مدينة كلباء، تتبعها بإذن الله مدينتا دبا الحصن والذيد.


الإنسان الآمن المطمئن، المدرسة والجامعة والمعهد، والمرسم والمسرح وقاعات العروض، المدينة ذات الأبعاد الحضارية الجميلة بصرياً والنافعة اجتماعياً، هذه هي المعادلة التي تحققت في رؤية الشيخ سلطان ومتابعاته الحثيثة لبناء المدن الشارقية العصرية.


الحديث عن البناء هو البداية ثم تأتي عملية التخطيط ثم التكليف والتنفيذ، والأهم في هذه العمليات كلها هو عملية التمويل التي تعتبر أصعب تلك المراحل، حيث إن الإنفاق هو عصب مجمل عملية البناء ودون التمويل تظل جميع الأحلام والأفكار حبراً على ورق.

الشاهد أن البناء الحضاري في الشارقة لا يقتصر على الاهتمام بالجديد، بل هو اهتمام بالآثار وحفرياتها العميقة في الأرض وفي العصور الإنسانية القديمة، وفي التراث الثقافي والمراحل التاريخية التي لا يزال صداها ماثلاً في الذاكرة وفي الأدب الشعبي، والمعمار الجديد الذي يمثل الحاضر ويرنو إلى المستقبل البعيد، الذي تتوجه له الشارقة بأصالة ومعرفة.

لطالما سافرنا إلى بلدان قديمة وجديدة وأبهرتنا تلك المدن حضارياً، كما أبهرتنا أبنيتها، وأعجبنا بتخطيطها وبجمالها الكلي، أما اليوم فنحن نُعجب بنظرات الإعجاب التي نراها في أعين زائري مدن إمارة الشارقة، وبعبارات الإطراء وأحياناً الغزل الذي نسمعه عن اكتمال تلك العناصر الحضارية في عموم الشارقة.

فشكراً سلطان لأنك تبني وطناً أصيلاً ذا ملامح حضارية متميزة.