الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

«لبْلاد» ـ أم القيوين.. رحلة عبر الزمن

الثقافة ليست داخل قصور الثقافة، ودور الندوات، وقاعات المحاضرات فقط، لأن هناك نوعاً آخر منها تراه بعينك وتلمسه بيدك، ثقافة تجدها على الأرض وليس بين صفحات الكتب، وللتأكيد أدعوك لزيارة منطقة «لبلاد» في أم القيوين.

هي المنطقة القديمة في أم القيوين، ويسميها الأهالي بلهجتهم «لبلاد»، ففي زيارتها سوف تنفصل عن عالمنا المعاصر، وتجد نفسك في رحلة عبر الزمن تعود لأكثر من قرن، وللدخول عليك أن تتجاوز سور أم القيوين الذي بناه الأجداد لحمايتها، تتوزع على طوله ثلاث قلاع، لمراقبة الداخل والخارج واكتشاف أي هجومٍ قادمٍ برّاً أو بحراً، فهذه المنطقة تقع على ساحل الخليج، وهو ما حدّد معاش أهلها.

في تجوالك سوف تتعرف على البيوت القديمة التي لا تزال البراجيل تعلو بعضها، والمبنية على الطراز الخليجي، من حجارة قوامها الصخور المرجانية التي يقذفها البحر على الشاطئ، فيخلطها البنّاؤون بالجص ويُعَمِّرون البيوت، وهذه البيوت تعود لفترة من 100 إلى 200 عام، وما سوف يثيرك جداً، مشهد السوق القديم الذي كانت تبلغ محاله الستين أو يزيد، وكانت تبيع كل ما يحتاج إليه الأهالي من قماش وعطور وبخور وبهارات ولوازم الصيد ومواد غذائية يجلبونها من الهند واليمن وغيرهما، والمثير في المشهد هي تلك الأبواب الخشبية والمزلاجات الحديدية والزينة من منحوتات تراثية تُجمّل بعض الجدران، هناك تشتم عبق التاريخ، واللافت أن الخُضرة تملأ المكان.


عندما زرتها أبهرتني، خاصة الحصن الذي تحول إلى متحف يحتوي مقتنيات عتيقة، يتقدمه مدفع قديم الصنع، وهناك ستجد طائرة قديمة متروكة على حالها، فعلاً لا يمكنني الوصف، فهي رائحة وملمس ومرئيات، وهذه هي الثقافة الواقعية والملموسة.