الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

بين طرقات سوق «نايف»

تتوق الروح بين فينة وأخرى إلى البساطة وعدم التكلف، فتجد الطبيعة مثلاً خير مداوٍ لضغوطات الحياة.. وبالنسبة لي هناك خيارات أخرى ومن بينها الأحياء والأسواق القديمة، كـ«سوق نايف» في دبي الذي اعتدت زيارته كلما سنحت لي الفرصة.

هناك يكفي أن ترتدي أبسط ما لديك، فتسير ماشياً بين طرقات ملتوية ويحيطك الخليط الثقافي والاجتماعي بتعدد الجنسيات التي ترتاد السوق.. وهو ما ساعد على تنوع البضائع، وتفاوت جودتها ما يفتح شهية الباحث عن مشروع يدر عليه ربحاً وسط توافر المنتجات، وبالجملة.

فما بين عطور وبخور.. ملابس وأقمشة، من بلدان مختلفة تسير وكأنك على طريق الحرير، تجادل الباعة بلا خجل في الأسعار لتحظى بالأفضل.


هناك وأنا أسير على قدميّ توقفت لأحظى بوجبة خفيفة من مطعم هندي، ويالها من لذة بخمسة عشر درهم فقط.. وصحن مليء بما لذ وطاب.. بعدها وأثناء المسير شدتني كمية القصص التي تقطن بين الأحياء والأزقة، فما بين الجاليات الآسيوية والأفريقية وتلك القادمة من وراء البحار، تجد أن مجتمع دبي تنصهر فيه كل الثقافات وتتعايش بسلام.. جميل أن يشعر هؤلاء المغتربون بأنهم ليسوا بغرباء عن المكان.. فقاموا بتطويعه ليشبه بلدهم الأصلي.. فالبقالات بها منتجاتهم وصالونات الحلاقة والتجميل تجيد لف ضفائرها، والمقاهي المنتشرة في ذلك الحي الأفريقي بها من الشجون و القصص ما لا يخرج عن عتبة الباب، وقلب النَّادلة الذي يدق على الزبائن.


هكذا هي المجتمعات الصغيرة داخل مجتمع دبي الممتد.. لها وجه مشرق وجوانب جمال لا تراها كل عين، أما المشككون في الأمان داخل هذه الأحياء فأقول لهم: اطمئنوا الأعين الأمينة الساهرة تلف المكان ليظل واحة منعمة بالاطمئنان.