الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

محراب الحب

ليس كل مسكينٍ فقيراً، ولا كل مجرمٍ بحقير، فليس كل طائرٍ يطير، ولا جميع الناس «أوادِم»، ولا كل مذنبٍ بنادم، ولا كل سيد القوم بخادم، فلا كل نقدٍ بهادم، ولا كل حالمٍ بِـهائم، فليس كل الحيوانات بَهائم، وليس كل قديمٍ بعريق، ولا كل مجموعةٍ بفريق، فحرقة القلب بلا حريق، والضياع ليس في الطريق، فقد يكون الصديق هو الضيق، وقد يكون العدو لا يعيق، حسناً... دع مايسترو «الأمل» يقود «أوركسترا» حياتك، فأنا عن نفسي «معزوفته» المدللة كثيراً!

اسمه الحقيقي (أحمد بنشهبون) فعلياً، ولكنه عرف باسم (أحمد البيضاوي) فنياً، ارتبط في صغره بصداقاتٍ عديدة مع أبناء حيه لكونه طفلاً اجتماعياً، محبوباً وموهوباً وعاشقاً لرائحة الآلات الموسيقية، فقد وجد متعة خاصة في الاستماع إلى الأناشيد والأغاني الدينية، كما تعلق قلبه كثيراً بالألحان الأصلية التراثية العربية، وذلك كلما سمعها في حلقات الذكر أو الجوامع أو المدائح النبوية، والتي حرص على أن يحضرها مع والده باستمرار منذ نعومة أظافره، رغم أنف الانتقادات وبعض الاعتقادات المتضادة والمتنافرة، واستمر بذلك حتى أثمرت جهوده المتضافرة، بعدما تعلم العزف على آلة العود، وكأنه أمر الأصالة بأن تعود، فأصبح صوت الأغنية المغربية الرائد، والعازف المحترف والملحن القائد، الذي كان وراء تشجيع الكثير من المطربين الموهوبين، في إطار مسؤولياته داخل إذاعة المغربيين، حيث غنت له «الديفا» سميرة سعيد والفنانة الراحلة رجاء بلمليح، ولكن هناك بعض الأمور التي تستوجب المزيد من التوضيح، مثلاً تجاهله الغريب للموسيقار «عبدالسلام عامر» يثير الريبة والشك، وأيضاً تحطيمه لعود أحد الفنانين بعد أن عزف عليه أمام الملك!

اتجه أسلوبه بشكل واضح نحو القصيدة العربية الفصحى بهدف الطرب، هذا إلى جانب كونه من كبار الملحنين المغاربة والعرب، من أهم أعماله: نهج البردة، وحبيبي تعالَ، وقل لمن صد وخان، وحسن الخصال، ومحراب الحب.