الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

يا سيدي أنا حر!

من قال إن الصمت سيقشع الظلام، وإن الأحلام ستتحقق بالكلام، وإن التجاهل والتغاضي سيجلب السلام، فالسلام ليس في غصن الزيتون، ولا في حمامةٍ بيضاء تريح العيون، والشك ليس في كل الظنون، فليس كل حالِــم بمجنون، ولا كل الفنون بجنون، هكذا نتأكد أن الحقد هو الشيطان، وأن الكذب أخطر من السرطان، وأن الظلم أصبح القبطان، ولكن يبقى الأمل في القلب كالأوطان، فالسعادة في العبادة؛ والله لا يهمل عباده، بل يُمهَل اللاهون، ويُعذَر الساهون، لعلهم يوماً يفقهون، فالغروب ليس كالفجر، والإثم ليس كالأجر، وأغلب القبور فوق التراب، والشؤم لا يأتي من الغُراب، والغربة ليست بالاغتراب، بل بالبعد عن رب العباد، ونسيان «يوم الميعاد».

وُلد الملحن (حسن القدميري) في مدينة مكناس، وكان طفلاً متميزاً جداً بين الناس، فقد ظهر اهتمامه بالموسيقى وهو لا يتجاوز الـــ8 سنوات، بعدها التحق بالمعهد الموسيقي ليبدأ عد الخطوات، أي خطوة خطوة نحو المجد والشرف الرفيع، عبر صناعة ألحانٍ ممزوجة بصوت الربيع، حتى إنه سافر خارج وطنه المغرب إلى فرنسا، ليتخصص في الهندسة المعمارية وليكمل الدراسة، ولكنه لم يتقيد بما كُتب أمامه في الكراسة، وإنما سخر قدراته وإبداعاته الفنية والعلمية في خدمة الفن، فحقق ما هو أجمل بكثير ممن أحسن فيه الظن، كما سخر خبرته ومعرفته في خدمة المواهب الصاعدة، وارتبط اسمه بأصالة الأغنية المغربية الرائدة.

بعيداً عن قوانين الجذب أو التخاطر أو حتى الرفض أو الطرد، أثبت (القدميري) أن الفرد هو الأساس في تكوين المجتمع ولكن المجتمع ليس الأساس في تكوين الفرد، والجميل أن أول قطعة غنائية له جاءت على هيئة أغنية تحت عنوان «يا ساقية الورد»، ومن أهم ما قدمه من روائع «يا جار وادينا، والحرية، وما تاقشي بيا، وارتاح قلبي، وبارد وسخون، ووعدي، ويا سيدي أنا حر».