الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

الخدمات الرقمية.. أساسيات وليست كماليات!

قائمة أفضل وأسوأ 5 جهات حكومية اتحادية في الخدمات الرقمية، التي اعتمدها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، فاقت أهميتها جميع النتائج السابقة من وجهة نظري الخاصة! لماذا؟ إليكم الأسباب..

في ظل الجائحة أصبح «الأمان الشخصي» الأولوية رقم 1 بالنسبة لكل سكان العالم تقريباً، وبناءً على فترات الإغلاق الطويلة التي شملت أغلب أصقاع الأرض، فقد اكتسبت البنية التحتية الرقمية أضعافاً من الأهمية والفاعلية في حياة الناس، أصبحت من الأساسيات كونها الطريق الآمن لاحتياجات الناس الأساسية على اختلاف أنواعها! وهنا كانت دولة الإمارات في ريادة دول العالم تقنياً ورقمياً من حيث الاتصال والتواصل وبالتالي كفاءة الخدمات المترتّبة على البنية التحتية الرقمية.

خلال هذه المستجدات المتسارعة أصبح الاعتماد على الخدمات الرقمية أضعاف السابق، كما تضاعفت حصص التسوق الإلكتروني بشكل مذهل خلال الجائحة، إن هذا أمر طبيعي ونتائج بدهية وفق أولوية «الأمان الشخصي». إذن فالخدمات الرقمية باتت جزءاً أساسياً وضرورياً من حياتنا اليومية التي نعمل جاهدين لنعود لوصفها بـ«الطبيعية». إن الجهات الحكومية الاتحادية التي أجادت قراءة الواقع وأدركت أن حالة الطوارئ العالمية تستدعي وبالضرورة أن يتم استغلال البنية التحتية الرقمية المتفوّقة في الدولة لتحويل كل الخدمات تقريباً إلى خدمات رقمية مُبسَّطة مُتاحة بسهولة من خلال الهاتف الذكي، تستحق كل التقدير والعرفان كونها دخلت تحت تصنيف الحل وليس المشكلة. وهنا الحل يكتسب صفة خاصة وهي أنه «الحل الوحيد» وليس «أحد الحلول». وهنا نرفع القبعة لوزارة الداخلية والهيئة الاتحادية للهوية والجنسية ووزارة الخارجية والتعاون الدولي وباقي المتفوّقين.

هذه الاستنتاجات المنطقية لم تكن حاضرة في ذهن العديد من العقليات التي تدير بعض الجهات الحكومية الرئيسية، وأخص بالذكر الخدمات الأساسية التي لا يخلو منها بيت في الدولة تقريباً! لن أعمّم لأن بعض الجهات تخدم شرائح صغيرة في المجتمع! وهذا ليس عذراً.. بل هو توصيف حقيقي من أرض الواقع. إن وجود الوزارة المذكورة على رأس قائمة «أسوأ الجهات في الخدمات الرقمية» يعكس حالةً غير مسبوقة من الإرباك والفوضى التي عاشها أولياء الأمور بسبب التخبّط الكبير في التعامل مع الأزمة. الأزمات فرص للبعض.. واختبارات صعبة على البعض الآخر الذين لم يستحقوا دخول دائرة الحل.. واستمروا في دائرة المشكلة.