الثلاثاء - 23 أبريل 2024
الثلاثاء - 23 أبريل 2024

الصين والإمارات في الخمسين المقبلة

أعلنت دولة الإمارات المتحدة قبل أيام عن خطتها للخمسين عاماً القادمة، وأيضاً أعلنت عن مشاريعها التنموية للفترة المقبلة وأنها ستستهدف في خطتها المقبلة وضع نفسها بين أكبر 10 وجهات استثمارية عالمية بحلول 2030، وأن الصين واحدة من بين الدول التي ستركز الإمارات لجذب الاستثمارات منها، وطبيعة العلاقة المتميزة بين الدولتين تفسر هذا الأمر بشكل كبير.

من وجهة نظري أن العلاقات الصينية الإماراتية علاقة مستمرة في بناء روابط مشتركة على جميع الأصعدة وسنشهد خلال السنوات القادمة العديد من المشاريع المشتركة بين البلدين وخصوصاً في مجالات تطوير البنى التحتية، وعندما نقرأ المشهد الحالي للعمل المشترك بين البلدين فسنجد بأن الشركات الصينية تقوم بجهود جبارة في تطوير البنية التحتية والاستراتيجية لدولة الإمارات والتي أهمها قطار الاتحاد والعديد من مشاريع الطاقة الكبرى في الإمارات، وبالإضافة لقيام العديد من شركات المقاولات الصينية ببناء أضخم المباني والأبراج وتطوير شبكات الطرق في الإمارات، وبنفس الوقت تجد الشركات الإماراتية تستثمر بشركات التكنولوجيا الصينية الصاعدة وأيضاً تستثمر بشراكات مميزة مع شركات الأدوية والقطاع الطبي الصيني، وقد خرج لنا البلدان بتعاون مثمر في إنتاج اللقاحات الخاصة بفيروس كورونا، والذي برهن على قوة ومتانة العلاقات بين البلدين وأثبتت بمنظور علمي كيف تكون الشراكة الاستراتيجية.

عند الحديث عن الخمسين القادمة فالإمارات تريد أن تضع قدمها بين القوى الاقتصادية الكبرى، وأيضاً تريد الإمارات الحفاظ على ما حققته خلال السنوات الخمسين الماضية، والصين أيضاً لديها رؤى طموحة لزيادة النمو الاقتصادي وإتمام مشاريع مبادرة الحزام والطريق، ومن هنا نجد أن الطموح الإماراتي يلتقي مع الطموح الصيني في نقطة واحدة ليكملا فيما بعد جنباً لجنب في سبيل تحقيق الأهداف الموضوعة.

العلاقات الصينية والإماراتية ستنشط بكثرة خلال السنوات القادمة خصوصاً أن هناك أسواقاً مشتركة وضعها كلا البلدين ضمن أهدافهما المستقبلية، وقوة الصين الإنتاجية ومكانة الإمارات وموقعها الاستراتيجية في المنطقة ووقوعها على مركز مهم في طريق الحرير سيعمل على تسهيل العمل المشترك بين البلدين في قادم السنوات خصوصاً أن الرؤى المستقبلية لكلا البلدين قائمة على نفس المبادئ.

الإمارات ترفع شعار التسامح والتشارك للمرحلة القادمة والصين كذلك تريد للمجتمع العالمي التشارك من أجل الازدهار، وهذا التلاقي في الرؤى سيكون له آثاره الايجابية على شكل العلاقات بين البلدين في الخمسين المقبلة.