الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

زيارة لشرطة دبي.. غيّرت اتجاه مستقبله!

كم كنت سعيدةً بهذا الخبر الرائع والذي نثر على مشاعري الكثير من الدلالات الحضارية والفكرية والحقوقية الثمينة، هناك بعض الأخبار التي تحمل معها الكثير من الاستنتاجات العظيمة التي تسعد الروح بمعانيها. من يمنحون جُلّ أعمارهم للمعرفة والثقافة لا تصبح الأخبار لهم مجرّد تفاصيل تخبرهم عن حدثٍ ما حصل في مكانٍ وزمانٍ محددين.. بل يتصل الخبر وكأنه سيّالة عصبية بعشرات النظريات والأطر الحضارية والفكرية ومستجدات المجتمع المدني وأولويات الرأي العام والعديد من القضايا المرتبطة الأخرى.

ميثاء البلوشي، رئيسة قسم حماية الطفل في شرطة دبي تروي القصة بقولها: "جاء الطفل برفقة والدته إلى مقر إدارة حماية المرأة والطفل، طالباً التدخل لإقناع والده بالعدول عن قرار إجباره على إعادة الثانوية العامة، للحصول على نسبة تؤهله للدراسة في الكلية ذاتها التي تخرج فيها الأب. وأكد الطالب أن والده شخص ناجح في مجال عمله، وكان يطمح إلى أن يحذو حذوه في الدراسة والعمل، لكنه لم يتمكن من الحصول على نسبة في الثانوية العامة تؤهله لدخول الكلية ذاتها، رغم اجتهاده الدائم في الدراسة. وأضافت البلوشي أن القسم تواصل مع الأب وأوضح له ضرورة احترام حق ابنه في التعبير عن رأيه، وتحديد مساره الدراسي والمهني، مشيرة إلى أن الأب تفهم هذا الحق، واحترم رغبة ابنه في استئناف دراسته وفق اختياره، كما تم نصح الابن بضرورة إشراك والده في أموره، والاستئناس برأيه، وانتهت المشكلة بتفاهم الأطراف كافة، دون الإخلال بحقوق الطفل، أو التأثير في الروابط الأسرية".

مدير إدارة حماية المرأة والطفل في شرطة دبي، الرائد الدكتور علي المطروشي، قال: "إنه بحسب المادة 12 من قانون الطفل «وديمة» يحق للطفل التعبير عن رأيه بحرية، وفقاً لسنه ودرجة نضجه، وبما يتفق مع النظام العام والآداب العامة والقوانين السارية في الدولة، مؤكداً ضرورة توفير المساحة اللازمة له لاتخاذ قرارات شخصية، طالما لا تمسه والآخرين بضرر".

كيف عرف هذا الطفل حقوقه؟ من أي حصل على الجرأة والثقة الكافيين للذهاب للشرطة والإبلاغ عن «أبيه»؟ هل تدرك أيها الأب معنى أن تتصل بك الشرطة بسبب بلاغٍ مقدّم من ابنك عنك؟ بالطبع تدرك! يجب أن تكون فخوراً بابنك وبشخصيته وثقته بنفسه ووعيه للأهمية المصيرية للتخصص الجامعي. تحية للمنظومة المتكاملة في دبي ودولة الإمارات التي رفعت شأن حقوق المرأة والطفل لهذا المستوى الحضاري الرفيع.