الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

مستقبل التعليم.. ومجاراة الأمم

لا يستطيع أي متابع للمشهد التعليمي في الإمارات، أن ينكر الجهود الكبيرة التي بذلتها وزارة التربية والتعليم في تنفيذ تجربة التعليم عن بعد، ولا نملك باعتبارنا آباءً وأولياء أمور إلا أن نتوجه بجزيل الشكر وعظيم الامتنان لجميع العاملين في الميدان التربوي على عطائهم الكبير خلال الفترات العصيبة التي مرت، ونحن على يقين بأنه مهما قلنا، لن نوفيهم حقهم، فالعطاء من أهل العطاء غير مستغرب، كما نعلم جميعاً أن المعلمين هم ورثة الأنبياء على الأرض.
والآن، ونحن نشهد عودة الطلبة إلى المدارس، نجد أنفسنا أمام سؤال كبير، هو: هل كان التعليم عن بعد وسيلة لاجتياز أزمة، أم استثماراً لتعليم أكثر تطوراً في المستقبل؟ لو قلنا إنه كان وسيلة لاجتياز أزمة، فهذا يعني أننا سنعود إلى ما كنا عليه قبل مارس 2020، أما إذا نظرنا إليه على أنه استثمار لتعليم أكثر تطوراً في المستقبل، فهذا يتطلب منا الاستمرار في تطويره، وذلك للوصول إلى تعليم هجين، يجمع ما بين إيجابيات النظامين، الواقعي والافتراضي.
أعلم جيداً أن كثيراً منا يرتبط بعلاقة وجدانية عميقة مع أنماط التعليم التقليدية، وأعلم أيضاً أن الدفاتر والسبورة المدرسية لعبت أدواراً مهمة في تنوير العقول، وتخريج أجيال مبدعة تبوأت سابقاً، وتتبوأ حالياً أرفع المناصب، لكن بقاء الحال من المحال! فمن الضروري البناء على مكتسبات التجارب السابقة لمجاراة الأمم المتقدمة في أنماط تعليمها، لأن تطور المجتمعات مرتبط بالتغيير، ولا يمكن للعقول الجامدة عند واقع معين أن تذهب بعيداً في المستقبل.