إكسبو.. ملامح تحوّل وتقدّم

سويعات قليلة تفصلنا عن الحدث الأهم الأكبر في دولة الإمارات العربية المتحدة، وهو افتتاح معرض إكسبو 2020 دبي، والذي يترقّبه العالم من شرقه إلى غربه بكل حفاوةٍ وشوق، خاصة بعد أن شهدنا الجهد المبذول محلياً لإنجاح هذا الحدث الضخم، والذي سيصنع فارقاً في تاريخ إكسبو كمعرض عالمي من جهة، وفي تاريخ دولة الإمارات والمنطقة العربية والعالم من جهة أخرى، فقد أثبتت دولة الإمارات على مدى عقود، أنها قادرة على صنع نجاحات غير مسبوقة عبر منظومة مبادئ وتشريعات تتّسم بالمرونة وتستجيب للمتغيرات العالمية الدائمة، دون التفريط بالثوابت والأسس التي قام عليها كيان الاتحاد.

إن الذهنية التي وضعت الإنسان أولاً وثانياً وثالثاً كغاية في كل الحقب الزمنية القديمة والحديثة، هي التي شكّلت ملامح التحوّل والتقدّم لهذا الوطن، فجاءت كل الأعمال الدؤوبة بمثابة رافعة تُعلي شأن الإنسان وتصقل جوهره، وتعدّه ليكون صاحب مهارات خلاّقة يغرف من نهر وينحت من صخر، ويصنع بذلك خارطة طريقه نحو القمة.

لعلّ هذه اللحظة التاريخية العظيمة تُلهمنا لنكون قلوباً ضامّة، وأذرعاً ممدودة، وعقولاً مفتوحة تتداول السعادة كعملة ترفع أسهم حضورنا في العالم، وتبني اقتصاد المعرفة والتنوير، وترحّب بكل المنجزات والتحديات، وتتحيّن فرص التعلّم من كل التجارب والخطوات.

إن الاحتفاء بإكسبو ليس ومضةً كرنفالية تنتهي بانتهاء موسمه، بل هو منصة تودّع خمسين روضة، لتستقبل خمسين مريخاً وفضاء، وتحلم بكل العُمر الذي يشاء الخالق لهذه الإنسانية، لتنهض وتبني، وتجول وتحلّق، وترسم بأدوات زمانها ومكانها حاضرها ومستقبلها.