الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

إكسبو 2020.. من الحلم إلى المستقبل

ينتقل الناس عادةً ليروا العالَم، لكن «إكسبو 2020 دبي» قلب الصورة؛ فالعالم سينتقل إلينا لنراه في «ساحة الوصل» التي هي إحدى العجائب الهندسية المعاصرة، ففي إكسبو دبي تلتقي العقول والصناعات والأفكار لتصنع المستقبل؛ لا سيما في وقت نواجه فيه جائحة كورونا وتداعياتها المختلفة.

إكسبو دبي يمثل استثناء، فهو مؤجَّل من 2020 بسبب كورونا، وهو الأول من نوعه في الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب آسيا، وهو يشهد أكبر تجمع دولي (192 دولة)، إذْ لم يسبق لنسخة منه خلال تاريخه المديد (170 عاماً) أن جذبت هذا الحشد من الدول والاختراعات، وهو يأتي في وقت تستعد فيه الإمارات ليوبيلها الذهبي.

شعارُه (تواصُل العقول وصُنع المستقبل) مُستلْهَم من التاريخ العريق للمنطقة التي كانت ملتقى الثقافات والتجارب البشرية منذ 4000 سنة، ولهذا فإن استضافة الإمارات للحدث ليست وليدةَ صُدفةٍ أو ضربةَ حظٍّ، بل نتيجةَ عوامل كثيرة كالموقع الجغرافي المتميز، والتسامح (200 جنسية تتعايش في الدولة)، والبنى التحتية الراقية، والاقتصاد القوي، والخدمات الفندقية والمصرفية واللوجستية المتطورة، والأمن والأمان.


يعود تاريخ المعرض إلى 1851 بلندن، وكان في بدايته رمزاً لاستعراض العضلات الصناعية، وهذا ما يُجسِّده شعاره 1851، وهو «المعرض العظيم لمنتجات الصناعة في العالم»، لكن الإنسان أصبح مدارَ شعاراته منذ إكسبو 1958 ببروكسل، الذي كان شعاره «عالم أكثر إنسانية»، وكان شعاره 1967 بمونتريال «الإنسان وعالَمه»، وهكذا حتى نصل إلى شعاره في دبي 2020، وهو «تواصُل العقول وصُنع المستقبل».


برج خليفة الذي يعانق السماء والتاريخ في قلب دبي النابض سيعانق المعرض وزواره أيضاً، وستتيح عجائب دبي العمرانية من شوارع فسيحة، وحدائق غناء، وأبراج شاهقة، وأسواق جميلة للزوَّار عن كثب رؤية المعجزة الحضارية والعلمية والاقتصادية التي حققتها المدينة في فترة قياسية أذهلت العالم.

الرؤية الثاقبة والتفكير العميق والطموح الكبير، بل الأحلام، كانت وراء تلك الإنجازات التي استغرق تحقيقها في بلدان أخرى قروناً.. الحُلم هنا يتحوَّل إلى أمَل، والأمَل يتحوَّل إلى عِلم، والعِلم إلى عَمَل، والعمَل يصنع المستقبل، وهذه هي الأفكار والأسس التي بُنِيَ عليها معرض إكسبو دبي، والتي تُلخِّصها موضوعاته المركزية، وهي التنقُّل والفُرص والاستدامة. ويُتوقع أن يفتح هذا الحدث العالمي آفاقاً اقتصادية وصناعية رحبة للمنطقة والعالم.