الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

إكسبو.. ودور المنطقة الحضاري

تشاء الظروف أن يتأجل انعقاد إكسبو 2020 دبي لينطلق بعد مرور العالم بأسوأ جائحة صحية في التاريخ الحديث من حيث الحجم والنطاق، فتكون البشرى بعودة الحياة إلى طبيعتها من الإمارات، ومن هذه المنطقة التي ارتبط اسمها لعقود بأخبار الصراعات والنزاعات.

بعيداً عن الاقتصاد واحتضان منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب آسيا لأول مرة لهذا الحدث، حمل إكسبو 2020 دبي رسائل أخرى أكثر أهمية وتأثيراً تتعلق بالصورة النمطية التي يحملها الكثير من شعوب العالم عن المنطقة، باعتبارها مصدراً للعنف وعدم الاستقرار والجمود الفكري المنغلق على الماضي.

إكسبو في نسخته الحالية مختلف ومتطور يحمل رسالة مفادها، أن الإنسان خُلق لإعمار الأرض، وعدم الاستسلام للتحديات، رسالة تؤكد أن في منطقتنا روحاً وشغفاً وقدرة على إثراء الحضارة البشرية، وعدم الاتكاء على أمجاد الماضي فقط، فما يقدمه إكسبو دبي لن يقف عند حدود الأشهر الستة لعمر المعرض، بل سيتعدى ذلك إلى التأسيس لصورة ذهنية جديدة، صورة تحمل في طياتها الجوهر الحقيقي لشعوب المنطقة، الجوهر الذي طالما أضاف للحضارة البشرية وأعطاها الكثير في مختلف مراحل تطورها وتقدمها.


عندما يعود العالم للاجتماع والعمل المشترك من دبي، تكون المنطقة عادت إلى سياقها الطبيعي، كنقطة إشعاع حضاري في مختلف المجالات، فكما كانت منطقتنا موئلاً للعلم والعلماء ورفد البشرية بالاختراعات والأبحاث التي غيرت مجرى التاريخ، ها هي ذي اليوم تعود لترفع صوتها مجدداً، لتؤكد أن فيها الكثير من الفرص والقدرات والإمكانات التي تؤهلنا لتكون في مقدمة الركب الحضاري والإنساني.


اليوم تسهم الإمارات من خلال ما أبدعته في إكسبو 2020 بتغيير الصورة النمطية لمنطقتنا، لترسم صورة جديدة فيها من التفاؤل والإيجابية والطموح ما يمحو الصورة السوداوية العالقة في أذهان الكثيرين جراء سيل أخبار القتل والدمار والفوضى والتطرف والإرهاب التي لا تُذكر إلا ويُذكر معها اسم المنطقة.

إكسبو 2020 دبي فرصة جديدة تقدمها الإمارات للمنطقة لاستعادة هويتها وصورتها الحقيقية التي أرادت قوى التطرف والانغلاق طمسها وتشويهها بأفعال وأفكار خارجة عن كل مفاهيم الحضارة الإنسانية التي طالما كنا جزءاً رئيسياً من تطورها وتقدمها.

باختصار إكسبو 2020 دبي يعيد التألق للمنطقة ويعيد لها مكانتها التي طالما كانت تستحقها بين مناطق العالم الأخرى.