عش كما تريد في عالمٍ يعيش كما لا تريد، لكن لا تفعل كل ما تريد وإن فعل العالم كل ما لا تريد، أي يجب عليك التقيد بما أمر الخالق عز وجل والعمل بما يريد، فمن المعروف أنك تريد وأنني أريد ووحده الله من يفعل بقدرته تعالى ما يريد، حسناً؛ قد تكون قضيت أغلب سنوات عمرك وأنت تثبت قدرتك لنفسك وللعالم في تحقيق ما لا تريد، ولكن الآن حان الوقت لأن تثبت لنفسك وللعالم قدرتك في تحقيق ما تريد، أليس كذلك؟
من الأراضي السورية بلاد الطبيعة والانشراح، وتحديداً العاصمة (دمشق) الممزوجة برائحة التفاح، وُلِد رجلٌ بــ(دمٍ شق) طريقه نحو النجاح، فرسم بإبداعه ملامح شمس الصباح، وكتب بتميزه جميع آيات الفلاح، فبات الديك يدندن بعدما اعتزل الصياح، هكذا جاء (إياد الريماوي) الملحن السوري المبدع، صاحب اللحن الهادئ والعنيف والمُقنِع، حيث يقتنع كل من يسمع أعماله بأن للجمال أروع صوت، وبأن من يعاف موسيقاه فقد حكم على أذنيه بالموت، فالحقيقة أن (إياد) بدأ العزف على آلة الغيتار في عمر الـ12، ثم شرع في تأليف الألحان في سن الـ14، وبالرغم من أنه درس الهندسة الميكانيكية، إلا أنه أبدع بالتلحين أثناء دراسته الجامعية، بل شكل آنذاك العديد من الفرق الموسيقية، بأنماطٍ متنوعة الهوية مثل الموسيقى الشعبية، بالإضافة إلى البوب والروك والأنغام الشرقية، وكأنه أراد أن يلحن لجميع الأذواق وبالأصح لجميع الأرواح، لكي تستجم النفس ويهدأ القلب ويرتاح.
في عصرنا الحالي يعتبر (ريماوي) من أهم المؤلفين الموسيقيين في الشرق الأوسط، حيث نجح بتشكيل نمط موسيقي خاص به ولم يختر الحل الأوسط، من خلال قالبٍ أوركسترالي غربي مملوء بالحنين، ربما لأنه لم يتقبل أن يكون مثل باقي الفنانين، ولذلك ما زال اليوم يقدم لنا أنغاماً تستقر في قلوبنا أجمعين.