الثلاثاء - 23 أبريل 2024
الثلاثاء - 23 أبريل 2024

الإمارات.. والثورة الصناعية الرابعة

انطلاقاً من فهم القيادة الإماراتية أن الثورة الصناعية تأتي في سياق الدور الريادي للإمارات، تأتي استراتيجية الإمارات للثورة الصناعية الرابعة، والتي ركزت على عدد من المحاور الأساسية، بما فيها «إنسان المستقبل»، وذلك من خلال التركيز على قطاع التعليم بما يتناسب مع متطلبات الثورة الصناعية الرابعة، عبر التركيز على التكنولوجيا والعلوم المتقدمة، والتي منها الهندسة الحيوية، وتكنولوجيا الناتو، والذكاء الاصطناعي.

من يطلع على تلك الاستراتيجية يجد أنها تشمل (الطب الجينومي) للمساهمة في وصول الإمارات إلى مكانة متقدمة فيه، بحيث تكون مركزاً عالمياً للطب الجينومي الشخصي الذكي والسياحة الطبية الجينومية.

وبالعودة إلى التاريخ، نجد أن العالم مر بـ4 ثورات إنتاجية رئيسية، حيث انطلقت الثورة الزراعية قبل أكثر من 10 آلاف عام، لتأتي بعدها الثورة الصناعية الأولى في القرن الـ18 والتي قامت على الفحم والبخار، لتحل الثورة الصناعية الثانية في القرن الـ19 التي قامت على الكهرباء، أما الثورة الثالثة فقد بدأت في ستينيات القرن الماضي، وعرفت بـ«الثورة الرقمية»، أما الثورة الصناعية الرابعة، فهي ثورة لم يشهد التاريخ الإنساني مثيلاً لها على الإطلاق،


ولكون الإمارات تشكل رؤية للمستقبل فإن الاستراتيجية تتضمن محور أمن المستقبل من خلال تحقيق الأمن المائي والغذائي، عبر تطوير منظومة متكاملة ومستدامة، تقوم على توظيف علوم الهندسة الحيوية والتكنولوجيا المتقدمة للطاقة المتجددة، وتعزيز تبني الاقتصاد الرقمي وتكنولوجيا التعاملات الرقمية.


ترتكز الثورة الصناعية الرابعة على عدة محاور رئيسية، بما فيها الدمج ما بين التقنيات المادية والرقمية والحيوية، حيث تتميز التكنولوجيا المادية بسهولة التعرف إليها نظراً لطبيعتها الملموسة، منها السيارات ذاتية القيادة، والطباعة ثلاثية الأبعاد، والروبوتات، وتتلخص التكنولوجيا الرقمية في «إنترنت الأشياء» والبيانات الضخمة، أما التكنولوجيا الحيوية فهي علم الوراثة، الذي يعد عاملاً مهماً في الشفاء من أكثر الأمراض خطورة، كما تعتمد الثورة الصناعية الرابعة على الثورة الرقمية، التي تشكل فيها التكنولوجيا جزءاً لا يتجزأ من المجتمع وحلقة وصل بين العالم المادي والرقمي والبيولوجي.

أخيراً، تهدف الاستراتيجية الإماراتية إلى تعزيز مكانة دولة الإمارات كمركز عالمي للثورة الصناعية الرابعة، والمساهمة في تحقيق اقتصاد تنافسي قائم على المعرفة والابتكار والتطبيقات التكنولوجية المستقبلية التي تدمج التقنيات المادية والرقمية وترسخ رؤية الإمارات لأن تصبح نموذجاً عالمياً رائداً في المواجهة الاستباقية لتحديات المستقبل، ومختبراً مفتوحاً لتطبيقات الثورة الصناعية الرابعة.