السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

الإمارات ومهمّاتها الفضائية

نجحت دولة الإمارات في أن تكون صاحبة مبادرات رائدة في قطاعات، كانت حتى الأمس القريب حكراً على دول بعينها، لكن قيادة الدّولة قررت خوض غمار تلك القطاعات ولا سيما العلمية منها، إيماناً بأن العِلم له دور مهم في بناء الدول القوية المقتدرة، وانطلاقاً من فكرة «المعرفة قوة واقتدار».

وقرار الاستثمار في مجال الفضاء هو تحقيق لحلم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، وبخبرات إماراتية مجتهدة، وبعد إطلاق عدد من الأقمار الصناعية متعددة الأغراض والمهام، جاء مسبار الأمل الذي أظهر أن الإمارات قدرها عالٍ في مجال سبر أغوار الفضاء، وأنها نجحت في التحدي بل وصلت إلى الكوكب الأحمر.

وفيما ظن العالم أن بعد هذا الإنجاز ستدخل الإمارات في مرحلة استراحة، إلا أن القيادة الرشيدة كان لها رأي آخر، فتم الإعلان عن برنامج لا يقل طموحاً عما سبقه، وهو مشروع استكشاف كوكب الزهرة وحزام الكويكبات في المجموعة الشمسية، عن طريق رحلة تقطع 3.6 مليار كيلومتر لإثراء المعرفة البشرية، ببيانات ومعطيات علمية غير مسبوقة، إضافة إلى أن المركبة الفضائية الإماراتية ستنفذ الهبوط الرابع عالمياً، على كويكب في المجموعة الشمسية.


هذا المشروع لن يكون الأخير بالتأكيد، فهذا ما أكده صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، «رعاه الله»، عندما قال: «مسيرة دولة الإمارات في مجال الفضاء لا تزال في بدايتها، ورحلاتنا مستمرة، واستكشافاتنا لن تتوقف، وطموحات شبابنا ليس لها سقف، ولسنا أقل من غيرنا، فثلث نجوم السماء تحمل أسماء عربية لأن العرب كانوا رواد علم الفلك».


ومن جهته أكّد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، أن مشروع الإمارات لاستكشاف كوكب الزهرة وحزام الكويكبات اختبار جديد لقدرات الشباب الإماراتيين لتحقيق طموح زايد في الفضاء.

ويُعد المشروع الفضائي الإماراتي هو الرابع عالمياً لاستكشاف كوكب الزهرة وحزام الكويكبات، والرحلة الجديدة تعادل 7 أضعاف الرحلة التي قطعها «مسبار الأمل» والمركبة ستقترب حتى مسافة 109 ملايين كيلومتر من الشمس.

ودولة الإمارات العربية المتحدة طموحها غير محدود في خدمة البشرية على كافة الأصعدة، ومبادراتها الفضائية تعيد مكانة العرب في علم الفلك، ويجسد ذلك الطموح ما يمكن وصفه بلقاء عمق التاريخ العلمي والمعرفي بالاكتشافات المستقبلية، واستعادة مساهمات العرب في العلوم والحضارة الإنسانية.