الخميس - 18 أبريل 2024
الخميس - 18 أبريل 2024

فنون إكسبو دبي

من ميلانو إلى عاصمة الابتكار دبي، افتتح إكسبو المعرض الأول الذي يتم تنظيمه في الشرق الأوسط، حيث شارك في الحدث الاقتصادي التجاري العالمي الأكبر منذ الجائحة ما يقارب 200 دولة والذي يسعى لتشكيل ملامح العالم ما بعد كورونا والذي تأمل دولة الإمارات أن يستقبل 25 مليون زائر خلال فترة إقامته.

هذا الحدث تعدى أن يكون اقتصادياً تجارياً بحتاً، فليلة الافتتاح بكل ما ضمته من عروض فنية عالمية وثقافات متعددة، أثبتت أنه ثقافي فني بامتياز، فقد كان حفل افتتاح إكسبو لوحة فنية شارك بها فنانون من العالم وبلغاتهم المتعددة، كما ضمت أقسام الدول فنوناً مختلفة تشير لتاريخ الدولة وطابعها، وهنا استطاعت الثقافة أن تكون موازية للاقتصاد بحضور خلاق مبهر.

دبي تفتح أبوابها للقادمين من كل مكان في العالم مشاركين وزائرين ومهتمين، لينتعش العالم بعد ركود ونكاد - ونحن نتابع هذا الحدث المبهر - ننسى أثر كورونا النفسي الذي تركه في العالم والشعور بالقطيعة والتوتر الاقتصادي والركود التجاري.

يقصد العالم دبي كوجهة مبهرة في التنظيم والإعداد لهذا الحدث الذي يعيدنا لقصته الأولى في لندن التي استضافت نسخته الأولى عام 1851، حيث بعد الثورة الصناعية في أوروبا كانت الحاجة ملحة لفتح باب تسويق السلع محلياً وخارجياً والحاجة كذلك لتمازج الثقافات المختلفة وحوارها فتكرر الحدث كل 5 أعوام لكل نسخة شعارها وبصمتها وطابعها.

التقي الشرق مع الغرب في إكسبو دبي وقدمت الجهات المشاركة ثقافتها وتاريخها بطابع فريد وخصوصية تنفرد بها. ما استوقفني حضور جد البلغار الأكبر الذي شارك في إكسبو مرتدياً 990 قطعة ذهبية عرّفت بتراثهم يزيد عمرها على 8000 عام، كما تنوعت الرقصات الفلكلورية السعودية التي أبهرت الزائرين وعبرت عن ثقافة المناطق المتنوعة بالمملكة العربية السعودية بالإضافة لعروض مميزة للحرمين الشريفين لما لهما من مكانة في قلوب المسلمين في العالم وكذلك حب استطلاع الشعوب الأخرى لهذين المكانين المميزين وثقافات أخرى يضيق المقال عن ذكرها.

الحدث الكبير واكبته الصحافة العالمية والعربية ومنصات الإعلام المختلفة ووصل إلينا قبل وقت زيارتنا له، فهنيئاً لدبي التي أشرقت بهذه الثقافات وأعادت السيرة الأولى لطريق التجارة المهمة التي احترفها الإنسان منذ القدم.

ميسون أبوبكر