الخميس - 18 أبريل 2024
الخميس - 18 أبريل 2024

معرض الشارقة وإعادة الاعتبار للكتاب

أيقونة ثقافية أخرى فريدة تقدمها دولة الإمارات للعالم عبر واحد من أهم وأكبر كرنفالات الكتاب في العالم التي تجتذب الناشرين وعشاق الكتب على حد سواء، كما تستدعي انتباه الوسط الثقافي العربي والعالمي من خلال استضافة أهم وأشهر الكتاب في العالم.

لقد مثل معرض الشارقة الدولي للكتاب في نسخته الأربعين حدثاً فريداً بدد العتمة التي خيمت على صناعة النشر نتيجة تداعيات جائحة كورونا التي ضربت هذه الصناعة في مقتل، ولا ننسى هنا أن معرض الشارقة كان له الفضل في دورته السابقة في كسر حاجز الخوف الذي أعاق تنظيم معارض الكتاب العربية والعالمية التي بدأت تعود من جديد بعد تنظيم معرض الشارقة الدولي للكتاب العام السابق ودعمه مادياً ومعنوياً.

وكمشارك في مؤتمر الناشرين الذي ترافق مع معرض الشارقة هذا العام، أستطيع أن أتحدث مطولاً عن روعة التنظيم وأهمية الحدث الذي بات وفقا لمؤشرات وأرقام صادرة عن المؤسسات المعنية بصناعة النشر أكبر وأهم مؤتمر يستقطب الناشرين من كل أنحاء العالم، للتعاقد على الترجمة وبيع حقوق الملكية الفكرية والتشبيك الثقافي بين صناع الكتب حول العالم.


والأمر لا يتعلق بانطباعات شخصية لمشارك في هذا الكرنفال الثقافي العالمي المبهج فقط، بل بلغة الأرقام التي تتحدث عن نفسها، لتضع معرض الشارقة الدولي للكتاب ومؤتمر الناشرين الرديف له في طليعة معارض الكتب حول العالم.


ويتميز المعرض عن غيره بعدد العارضين فيه الذي يقترب من الألفين، إضافة إلى عدد الكتب المعروضة، والفعاليات الثقافية والأدبية المرافقة، والتي تتضمن أسماء أدباء بارزين وحائزين على جوائز أدبية رفيعة مثل الحائز على جائزة نوبل للآداب في عام 2021 التنزاني من أصول يمنية عبدالرزاق قرنح، إلى جانب أسماء لامعة أخرى فائزة بجوائز أدبية مثل البوكر.

ولا يتوقف دور الشارقة وشيخها المحب للثقافة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، عند تنظيم حدث مهم بهذه الروعة والإتقان والتناغم، حيث تم تخصيص جوائز لأفضل دور النشر المحلية والعربية وجوائز أخرى للترجمة، بل إن سموه دأب على تقديم منحة خاصة لدعم قطاع النشر حول العالم، يتم من خلالها اقتناء الكتب من جميع دور النشر المشاركة في المعرض لمساعدتها على تجاوز الآثار الكارثية التي خلفتها كورونا على هذا القطاع التي تضرر بفعل عوامل عديدة من بينها مزاحمة الكتاب الإلكتروني وعزوف كثير من الناس عن القراءة وارتفاع تكاليف إنتاج الكتب بشكل عام.