عندما بدأت أكتب في «اقتصاد الشكشوكة» تركت مساحة للقارئ للحكم، بين من سيفهم الرسالة على أهمية الاكتفاء الذاتي لمواجهة المخاطر، ومن سيعتقد بأنني أريد أن أنقل له نظرتي السوداء التي أرى فيها حرب أوبئة، ومنهم من ستلهمه الشكشوكة بأفكار جديدة، ولكن احذروا من آراء من لا يحب أكل الشكشوكة، وقد يستشعر البعض أنني حاولت أن أكون ظريفاً، ولكنني فشلت لأنني لا أجيد فن النكت!
ولأنه لا يوجد ضمان بأن الأوبئة لن تجتاح العالم في فترات متقاربة فإن «اقتصاد الشكشوكة» مناسب لتخفيف أضرار تلك الأوبئة، و«الشكشوكة» طعام يعرفه كثير من شعوب العالم وهي عبارة عن مزج المكونين الرئيسيين لها البيض بالطماطم مع الاختلاف في طريقة إعدادها في مناطق متنوعة.
موضوعنا لا يتعلق بطُرق طبخ الشكشوكة أو الدعوى لأن نعيش حياة الزهد ونعتمد على أكلة الشكشوكة، التي تعتبر في متناول كل الناس، لأن الأمر لا يحتاج المرء فيه إلا لتربية الدواجن وزراعة الطماطم بعيداً عن أي أوبئة قد تصيب المنتجات الزراعية، ولكن «الشكشوكة» سلاح يمكن به مواجهة المبتزين وتجار الأمراض، فالمبتز سواء كان شخصاً أو شركات أو منظمات أو دولاً تعيش على نقطة ضعف الآخر، وكل ما لا يستطيع الشخص الاستغناء عنه، يتخذه المبتز ميداناً لتنمره وألاعيبه القذرة.
الهدف ليس ردة الفعل على ما عشناه، ولكن وقاية مستقبلية من ألا نعيش تحت رحمة المُبتزين المتاجرين بصحة الناس.
وأثناء كتابتي عن اقتصاد الشكشوكة حاولت بعض النكت والطرائف أن تتسلل لقلمي، ولكن منعتها حتى لا أشتت القارئ، لأن الهدف ليس ردة فعل على ما عشناه أثناء جائحة كوفيد-19، ولكن وقاية مستقبلية من ألا نعيش تحت رحمة المُبتزين المتاجرين بصحة الناس، ولكن الخشية أن يتطور الأمر ويتلوث بطمع الإنسان، أو يتم القضاء عليه بالحروب البيولوجية القديمة، التي كان يتم فيها رمي الجِيَف في آبار المياه لابتزاز وإخضاع الطرف المحروم من الماء.