الخميس - 18 أبريل 2024
الخميس - 18 أبريل 2024

النفط ومستقبل الطاقة

دون أدنى شك، يعاني العالم تحديدات لا تنتهي يشوبها القلق على مستقبل الطاقة، حيث باتت مصادرها المتوفرة سواء كانت طاقة أحفورية أو طاقة متجددة نظيفة لا تلبي احتياجات البشرية لا على المدى المتوسط أو الطويل، حيث باتت هذه المعضلة محور أولويات دول العالم خاصة الدول الصناعية الكبرى.

وفي نفس السياق، شاهد العالم أجمع في أواخر عام 2021 كيف تسبب نقص إمدادات الغاز إلى أوروبا في تضاعف سعر الغاز عدة أضعاف وارتفعت أسعار النفط لتصل أعلى ارتفاع منذ سنوات، حتى أسعار الفحم الحجري رغم أضراره الكبيرة على البيئة إلا أن ذلك لم يمنع دول العالم من استخدامه وارتفعت أسعاره هو الآخر بشكل كبير.

في هذا الإطار نكتشف، نتيجة مفادها أنه من المستحيل الاستغناء عن أي مصدر من مصادر الطاقة، سواء الآن أو حتى مستقبلاً بل حسب دراسة مستقبلية اجتهدت بكتابتها سابقاً، استنتجت أن العالم خلال العشر سنوات المقبلة سوف يعاني نقصاً حاداً لموارد الطاقة وسوف يزيد الطلب أكثر على كافة مصادر الطاقة سواء الأحفورية أو الطاقة النظيفة.

النفط هو شريان الحياة الاقتصادية والصناعية وهو أحد أهم الأسباب التي ساهمت بما نحن عليه من تطور شمل كافة الحياة

وعلى سبيل المثال، كانت منذ سنوات مضت حملات لا تنتهي، بتقارير منظمات دولية عن ضرر النفط وربطه بما يحدث بالمناخ، بل اكثر من ذلك، نجد محاولات الرئيس الأمريكي جو بايدن لوقف استثمارات بلاده في النفط وتقليص على الاعتماد عليه، ومع ذلك كان التقرير الأخير عن إنتاج أمريكا للنفط قد حقق أعلى إنتاج وصل إلى 11.8 مليون برميل يومياً، مع عودة قوية لحفارات النفط الصخري للعمل عكس توجهات أمريكا نفسها.

هذا، ما يبين أنه من المستحيل وقف الاعتماد على النفط، لا الآن ولا حتى بعد 100 عام، وكل ما يشاع عن وقف الاعتماد عليه ليس أكثر من كلام لا وقع له على الواقع!

النفط هو شريان الحياة الاقتصادية والصناعية وهو أحد أهم الأسباب التي ساهمت بما نحن عليه من تطور شمل كافة الحياة، ودونه ستشل كبرى الصناعات، وحتى الآن لم تكتشف البشرية بديلاً عنه، فهو ليس الطاقة من خلال مشتقاته، بل في حال تكريره يتداخل مع صناعة آلاف المنتجات، والتي لا غنى عنها لحياتنا اليومية.

إن تقلص الاستثمارات في النفط سوف يساهم بشكل كبير في ارتفاعه خاصة مع قلة الاكتشافات النفطية حول العالم، وبذات الوقت نلاحظ ارتفاع الطلب عليه عالمياً، ومتوقع خلال السنوات الخمس القادمة، أن يزيد الطلب أكثر بواقع 4 ملايين برميل يومياً، ناهيك عن أن هناك دولاً خلال العشر سنوات المقبلة كانت تصدر النفط، لكن من المتوقع أن يتقلص إنتاجها، مما يعطي دلالة واضحة عن ارتفاعات متوقعة بأسعار النفط قد تتجاوز 200$ بالسنوات العشرة المقبلة، إلا إذا حدث ما لا يخطر على بال أحد!