الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

أسعار النفط.. ثبات أم تراجع؟

حققت أسعار نفط خام غرب تكساس انطلاقة جيدة لعام 2022 بنسبة تقارب الـ14% في أول أسبوعين، لتصل بذلك إلى نفس مستويات القمة السعرية لعام 2021، والتي تعتبر الأعلى في 7 سنوات، وتأتي هذه الارتفاعات استكمالاً للاتجاه الصاعد المستمر الذي بدأ في ديسمبر الماضي بعد الانخفاض الحاد في الأسعار الذي وصل قرابة الـ26% من أعلى سعر في نوفمبر الماضي.

تعززت هذه الارتفاعات بمجموعة من العوامل، وسط ضعف وتراجع للدولار الأمريكي، ومن أهمها قرارات أوبك+ الأخيرة بالإبقاء على محدودية الإمدادات حسب ما تراه المنظمة في مصلحة أسواق الطاقة.

وساهمت كل من أخبار التوتر بين روسيا وأوكرانيا وانحسار مخاوف أي إغلاقات محتملة في مواجهة انتشار متحور أوميكرون في دعم النظرة المستقبلية للمدى القريب بشكل إيجابي على الأسعار.

كما غذت توقعات البنوك العالمية خلال الأسبوع الماضي أسعار النفط المتوقعة لعام 2022 من عملية الارتفاع الحالي، والذي انعكس إيجاباً مباشرة على أسعار العقود الآجلة، حيث توقع بنك جي بي مورغان على سبيل المثال وصول أسعار النفط إلى 125 دولاراً للبرميل خلال العام الجاري.

لكن من المتوقع للأسبوع القادم 17-21 يناير أن تشهد أسعار النفط عملية تهدئة كما تشير الأساسيات والفنيات.

على المدى اليومي نتوقع تباطؤ الأسعار ومشاهدة عمليات جني أرباح على عقود النفط، والعودة إلى 80 -78 دولاراً للبرميل

فمن ناحية أساسية وبحسب محللين سياسيين يتوقع أن تشهد أزمة روسيا- أوكرانيا انفراجة إيجابية قريبة!

كما تتحضر الصين للإفراج عن نسبة من الاحتياطي النفطي لديها، وعلى الرغم من محدودية النسبة وتأثيرها على سوق الطلب إلا أن التأثير النفسي والرسائل خلف العملية تبقى قائمة.

ومن المتوقع أن تعاود الإدارة الأمريكية الإشارة لارتفاع الأسعار والمطالبة بالتدخل السريع كما حدث في شهر أكتوبر الماضي عند نفس المستويات السعرية.

أما من ناحية فنية، فيبدو أن رالي النفط بحالة امتداد ودخل في منطقة التشبع الشرائي بالتزامن مع الوصول إلى مستويات سعرية سبق أن رفضها السوق وشهدت تراجعاً حاداً منها، كما أن الأسعار ابتعدت عن محورها الملاصق والمتمثل بمتوسط الأسبوعين الأُسي وبنسبة ملحوظة، وهذا عادة ما ينتج عنه تباطؤ سعري.

خلاصة، وعلى المدى القريب «يومي» نتوقع تباطؤ الأسعار ومشاهدة عمليات جني أرباح على العقود تدفع بالأسعار للعودة باتجاه 80 -78، أما على المدى الأطول فنترقب بعد عملية التباطؤ إما عودة للصعود وثبات أعلى مستويات 86 وبالتالي استهداف مستويات الـ91-95 دولاراً للبرميل، أو فشل الرالي الحالي بتجاوز المنطقة السعرية الحالية وبالتالي مشاهدة تراجعات أكبر ضمن نفس النطاق السعري بين أكتوبر الماضي ويناير الحالي.