الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

حتى لا ننسى فقاعة «دوت كوم»



فقاعة الدوت كوم قد تعود، هذا ما يراه البعض اليوم بعد ازدياد الاستثمار في شركات الإنترنت، التي تستخدم تقنيات ما يسمى بالويب 3 أو العملات الإلكترونية والرموز غير القابلة للاستبدال، لكن خطر ظهور فقاعة دوت كوم ثانية، عاد بعد سنوات قليلة من انفجار الأولى، مع ظهور شركات تقنية عديدة، من بينها الشبكات الاجتماعية التي نعرفها اليوم.

فقاعة الدوت كوم بدأت في 1995 وهو العام الذي بدأ فيه الإنترنت بالانتشار، وظهر فيه نظام ويندوز 95، الذي كان نقلة كبيرة للحواسيب الشخصية ودفع بالعديد من الناس لشراء حاسوبهم الأول، وقد كان لبعضهم البوابة للإنترنت ولشبكة الويب ولعالم جديد يتطور بسرعة.

المستثمرون زمن فقاعة الإنترنت أصبحوا أكثر حذراً وهناك جيل جديد من المستثمرين والتقنيات لم تثبت نفسها بعد

في تلك الفترة، ظهرت شركات عديدة تضيف لاسمها الدوت كوم (com.) وبمجرد إضافة هذه الحروف الثلاثة تلقت العديد منها استثمارات طائلة، حتى لو لم تثبت أن خدماتها تجلب الأرباح، الزخم حول هذه الشركات والحماس لها دفع بالناس للاستثمار في الشركات للحصول على فرصة للتربح السريع، والشركات نفسها أنفقت الكثير من المال على توظيف مزيد من الناس وشراء الإعلانات والترويج لنفسها وتوسيع مكاتبها، وهكذا بدأت أموال الاستثمار تنفذ لكن الأسهم في ارتفاع مستمر.


بين 1995 و2000 ارتفع مؤشر بورصة ناسداك 400% وبعد انفجار فقاعة الدوت كوم انخفض 78%، شركات عديدة أعلنت إفلاسها وإغلاق أبوابها وخرجت من السوق، الشركات التقنية الأخرى التي نجت تعرضت لخسائر فادحة كذلك، مليارات من أموال الاستثمار ذهبت هباء، ومؤشر ناسداك خسر 5 تريليونات دولار، أصبحت الفقاعة درساً من التاريخ يخشى البعض أن يتكرر، وقد يحدث ذلك في المستقبل القريب.


الشركات التي نجت من انفجار الفقاعة مثل أمازون وإي باي (eBay) عادت للنمو لاحقاً، وهيمنت على قطاع من السوق، إي باي في مجال المزادات، وأمازون في مجال تجارة التجزئة، لكن طموح أمازون يتجاوز ذلك ليشمل قطاعات أخرى، فغوغل لم تطرح أسهمها إلا في 2004، وأصبحت الآن الشركة المعروفة عالمياً والمهيمنة على عدة قطاعات تقنية.

المستثمرون في تلك الفترة تعلموا الدرس وأصبحوا أكثر حذراً، والآن هناك جيل جديد من المستثمرين وجيل جديد من التقنيات التي لم تثبت نفسها بعد، شركات عدة ناشئة تبحث عن استثمارات، ومستثمرون يبحثون عن الفرص، هذا يبدو للبعض فقاعة شركات تقنية أخرى، وإن انفجرت هذه الفقاعة فأثرها سيكون عالمياً