الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

دبي.. حتى تزدهر البورصة!

تطرقت في مقال سابق، للأثر النفسي الإيجابي الذي تسببت فيه سلسة من التصريحات التويترية، لسمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، نائب حاكم دبي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير المالية، تغريدات تناولت إعادة هيكلة بورصات دبي، وتحديد مستهدفات طموحة لها، وتجلى الأثر حينها في ارتفاع أسعار الأسهم وأحجام التداولات اليومية، ربما انتقلت برودة الأجواء إلى السوق الآن.. لكنه حتماً سيسخن مجدداً مع بدء الإدراجات الموعودة.

النشاطات الحكومية التي تم الإعلان عن حتمية إدراجها كشركات- حتى الآن- كلها صلبة، ما يُنبئ بشركات متينة تتمتع بأصول نوعية وتدفقات نقدية صُلبة، الأمر الذي سينتج عنه توزيعات أرباح دورية شبه مضمونة، ما سيعزز ثقة المستثمرين القدامى في سوق المال، ويجذب سيولة جديدة تبحث عن قنوات استثمارية قليلة المخاطرة.

تلك المساعي مع أثرها الإيجابي الكبير ليست وحدها، ما سيعيد لسوق دبي المالي عافيته، حيث إن وصوله لأقصى إمكاناته سيرتهن بنجاحه في ترميم سمعته، وقدرته على استعادة مصداقيته أمام مستثمريه الذين عزفوا عنه، وذلك لن يكون من دون معالجته الناجعة لملفين شائكين تطورا عبر الزمن القريب، ليشكلا ورماً وجب استطبابه أو استئصاله.

النشاطات الحكومية التي تم الإعلان عن حتمية إدراجها كشركات- حتى الآن- صُلبة، ما ينبئ بتدفقات نقدية صلبة

أولهما، ملف الخسائر المرحلية التي أثقلت ميزانيات بعض الشركات المدرجة منذ الأزمة المالية العالمية، بالطبع لا يوجد محظور محاسبي في ترحيل تلك الخسائر من عام لآخر إذا ارتأى مجلس إدارة شركة ما فرضية تعويض الخسائر في السنوات القليلة اللاحقة، لكن الممارسة التي عادة ما تكون مؤقتة، استمرت في بعض الشركات المدرجة لأكثر من 10 سنوات، ما فاقم هزاتها، وأوصلها لمرحلة حرجة تستوجب وقفة حازمة، فإما دفعها الآن لإعادة هيكلة (رساميلها)، أو شطب إدراجها كلياً.

أما الملف الثاني فيتمثل في المخالفات القانونية التي وصل بعضها للسلطات القضائية، ودعاوى الإفلاس التي تُنظر في أروقة المحاكم. المؤشرات تنبئ بأن التعامل معها سيكون أكثر صرامة في قادم الأيام، استشهاداً بالحكم القضائي الصادر في (تفليسة) شركة ماركة، لكن ما زالت هناك ملفات بحاجة لمزيد من الإيضاح والشفافية، كشركات دريك آند سكل وأرابتك والاتحاد العقارية، وحساسية تلك الملفات تكمن في أنها تمس مصالح آلاف المستثمرين والدائنين.

الرهان على دبي كبير، ومن المؤكد أن ما سلف ذكره قد أُخِذ في الاعتبار، فالكل يعلم- قياساً على تاريخ الإمارة- بأنها إن قالت فعلت، وتضاف إلى ذلك المصداقية الرفيعة التي يتمتع بها سمو الشيخ مكتوم الذي لم يُعنَ يوماً بالبهرجة، وكان شغفه الأول دوماً هو الإنجاز.