الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

الطبيب.. والوسيط العقاري

الطبيب والوسيط العقاري.. قد يتساءل البعض تعجباً عن أوجه الشبه بين هاتين المهنتين الهامتين، للوهلة الأولى، إذ يبدو أنهما مختلفتان تماماً من حيث طريقة عملهما، ولكنهما في ذات الوقت تتشابهان في الأهمية والخطورة.

أي شخص يُعاني -لا قدَّر الله- من مرض معين، من الطبيعي أن يذهب إلى طبيب لديه خبرة كافية في مجاله بعد أن يسأل عنه مرضى تعاملوا معه سابقاً.

لماذا يفعل المريض ذلك؛ لأن الموضوع حساس وحياته غالية، وهذا أمر لا شك فيه، ويريد أن يعالج عند طبيب، ويتأكد من الحصول على أفضل رعاية ممكنة!

تخيل أنك تعالج عند طبيب ليس لديه سابق خبرة واسعة، أو سمعته سيئة، فبدلاً من علاجك، قد ينقل لك أمراضاً جديدة!

نفس الأمر، وذات الخطورة عند التعامل مع الوسيط العقاري.. إذا كنت ترغب في الاستثمار بالقطاع العقاري، ثم استعنت بوسيط ليس لديه خبرة كافية في هذا المجال، وغير مُلم بالقوانين والتشريعات العقارية، والأمور الاستثمارية، وهمه الأول والأخير الاستفادة، ولا يفيد العميل، فإنه قد يُلحق الضرر الكبير بالمستثمر، أو مشتري الوحدة السكنية.

الوسيط العقاري الذي لا يمتلك خبرة كافية بدلاً من أن يفيدك قد يجعلك مديوناً طوال حياتك، وهكذا تكون خطورة الوسيط كخطورة الطب والاستشفاء، وجه الشبه هنا أنه تم الاستعانة بالشخص غير المناسب للحصول على الخدمة

الوسيط العقاري الذي لا خبرة كافية لديه قد يجعلك مديوناً طوال حياتك، وهكذا تكون خطورة الوسيط كخطورة الطب والاستشفاء.

يتواصل معي عملاء متعثرون جداً يحكون تجربتهم أنهم بدؤوا استثمارهم العقاري للاستفادة من هذا المجال، ولكنهم عانوا من ضغوط نفسية، وتورطوا في قروض لا يستطيعون الخروج منها؛ وذلك بسبب الاختيار السيئ للوسيط الذي لم يكن مُتمكناً من أدواته، وخبراته محدودة في المجال.

وهنا، أنصح الأشخاص الذين قرروا خوض مجال الاستثمار في القطاع العقاري، أنه لا بد من الاستعانة بوسيط لديه خبرة كافية في هذا المجال، ومُلم بالأمور الاستثمارية، وعلى دراية بالتشريعات والقوانين العقارية، فالوسيط الناجح يحرص دائماً على إفادة العميل؛ حتى يستمر في التعامل المستقبلي معه.

وأهم من هذا كله، توافر صفة الأمانة والصدق، وأن يُعطيك المعلومات الصحيحة، ويُحدد لك سلبيات وإيجابيات هذا الاستثمار؛ لأنه إذ لم يُعطك المعلومات الصحيحة، فقد يُعرضك لخسارة كبيرة.

أؤكد أن فشل الاستثمار لا يعني أن العيب في الاستثمار العقاري، لأن العقار يُعد ملاذاً آمناً للمستثمرين، خاصًة في دولة الإمارات في ظل توفر قوانين وتشريعات تحفظ حقوق المستثمرين، بجانب بنية تحتية متكاملة، وعائد استثماري جيد، ولكن بشرط أنك تستثمر بطريقة صحيحة في المشروع المناسب، ومع المطور المناسب، وفي الموقع المناسب، والتوقيت المناسب.