الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

الذهب.. سيبقى الملاذ الآمن!

منذ آلاف السنين وحتى تاريخنا المعاصر، شكل الذهب أحد أهم أساسيات عالم الاقتصاد على مر العصور، وساهم ليكون معياراً تباع وتشترى به كل السلع، نظير قلته وندرته.

ومما لا شك فيه في عصرنا الحالي، وعلى الرغم من سيطرة النظام الرأسمالي الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية منذ عقود طويلة، لم تهمل أمريكا الذهب بل حافظت على أن تكون أكبر احتياطي للذهب لديها، وهذا أكبر دليل على أهمية الذهب لاقتصاد أقوى دولة مسيطرة على اقتصاد العالم.

ارتفع الذهب خلال العامين الماضيين قرابة 40% بعد أن بلغ أوائل شهر يناير عام 2019 مستوى 1200 دولار للأونصة، ثم نجده وصل إلى أعلى مستوى عام 2020، حيث تجاوز لأول مرة 2075 دولاراً للأونصة، واستقر من بعد ذلك في مستويات 1840 دولاراً.

الذهب عادة يلمع في أوقات الأزمات الاقتصادية والحروب، حيث نجد أن هبوط أسواق الأسهم يزيد الطلب عليه، ويحلق مرتفعاً في وقت الأزمات، لأنه الملاذ الآمن لكل المضاربين والصناديق الاستثمارية.

الذهب سيبقى الآن وربما آلاف السنين أحد أهم ركائز الاقتصاد لأي نظام عالمي، خاصة مع تقلص إنتاجه في الدول المنتجة له.

من هنا تكمن أهمية الذهب، والذي أتوقع له هذا العام أن يكون عام الذهب بامتياز، نتيجة الحركة التي أتوقع أن يشهدها خاصة بعد أن أعلن رئيس الفيدرالي الأمريكي عن نيته رفع أسعار الفائدة ثلاث مرات هذا العام، وهذا يعطي انطباعاً أن سيشهد الذهب حركة قوية جداً، لكن من المتوقع أن يميل إلى الهبوط على المدى البعيد، وقد نشاهد الذهب هذا العام 1550 دولاراً في أوقات متأخرة من هذا العام.

بعض التقارير الاقتصادية مؤخراً حاولت التقليل من أهمية الذهب مع دخول عالم العملات المشفرة، التي تشير أيضاً إلى انخفاض اعتماد البشرية على الذهب، وهذه التقارير لا يمكن أن تتحقق!

الذهب ليس فقط أحد أساسيات الاقتصاد لأي نظام مالي عالمي، قديماً وحديثاً، بل هو أكثر من ذلك، فالذهب أصبح داخلاً في صناعات مهمة جداً وزاد الطلب عليه بشكل كبير جداً.

خلاصة ما تم ذكره، أن الذهب سيبقى الآن وربما آلاف السنين أحد أهم ركائز الاقتصاد لأي نظام عالمي، ولا يمكن الاستغناء عنه خاصة مع تقلص إنتاجه بشكل ملحوظ في الدول المنتجة له.