الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

الألعاب الإلكترونية.. فرصة إماراتية ومنجم ذهب

أعلنت شركة مايكروسوفت الاستحواذ على شركة «أكتيفيجن بليزارد» لألعاب الفيديو والتي أصدرت ألعاباً واسعة الشعبية منها Call of Duty وCandy Crush و Warcraft مقابل نحو 69 مليار دولار، لدرجة أن رئيس مجموعة البنك الدولي ديفيد مالباس علق ساخراً: «دول عظمى تعهدت بدفع 24 مليار دولار لمساعدة الدول الأكثر فقراً خلال عدة سنوات ولم تفِ بوعدها في حين أن إحدى شركات تلك الدولة دفعت 69 مليار دولار لشراء شركة ألعاب إلكترونية، وهذا يبين لنا أن العالم يتغير».

إن صناعة ألعاب الفيديو المبكرة بُنيت على جيل من المبرمجين المراهقين الهواة أو ما يُعرَفون باسم مبرمجي «غرف النوم» وهناك جيل جديد من الأطفال له تأثير كبير على تطوير التطبيقات من جميع أنحاء العالم وتستمع لهم الشركات بآذان مصغية، ويُعَد تطبيق «سويفت بلايغراوندز» وسيلة تعليمية، إذ إن لديه القدرة على تعليم الأطفال كيفية الترميز والبرمجة أثناء اللعب، وطرحت شركة أبل تطبيق «سويفت بلايغراوندز» بهدف جعل تعلم البرمجة والترميز أمراً سهلاً وممتعاً لأي شخص، وسؤالنا: أين وزارة التربية والتعليم من مثل هذه الأمور؟

في الإمارات لدينا أرضية صلبة لنجاح صناعة الألعاب الإلكترونية.. ما يجعل فرص صناعتها منجم ذهب

للأسف بعض شركات الاستشارات العالمية، والتي تتعامل معها بعض مؤسساتنا الحكومية فقيرة معرفياً في هذا الجانب وسوف تتعلم بفلوسنا، ولكن فرق الأبحاث في الشركات العالمية أن لديها المعلومات الكافية للاستثمار في هذا المجال، فالسعودية مثلاً تسعى لتعزيز ريادتها في مجال الألعاب الإلكترونية، لدرجة أن صندوق الاستثمارات العامة «السيادي السعودي» أطلق مجموعة «سافي» للألعاب الإلكترونية، ويرأس مجلس إدارتها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بنفسة، و يبلغ عدد اللاعبين في السعودية والإمارات ومصر، أكبر 3 دول في هذا المجال، 86 مليون بحلول 2025 يديرون 3.1 مليار دولار.

في الإمارات هناك أرضية صلبة لنجاح صناعة الألعاب الإلكترونية لرواد الأعمال، لقد تحدثت في هذا الموضوع منذ 4 سنوات وأعود وأكرر أن الإمارات تمتلك أعلى معدل عالمي لانتشار الهواتف المتحركة، مع أغلبية شبابية متنوعة ثقافياً ومتطورة عقلياً، ما يجعل فرص صناعة الألعاب الإلكترونية منجم ذهب، يمكن الاستفادة منه كقطاع صناعي جديد يتوجب الاهتمام به والاستثمار فيه بشكل جاد، بحيث تبدأ من مناهج التعليم في المدارس إلى أماكن توفر لهم كل ما يحتاجون إليه من أجهزة وبرامج لتطوير قدراتهم وتوعيتهم في كيفية حماية حقوقهم الفكرية، وكيفية إنشاء شركات ومؤسسات تجارية بحيث تكون لدينا مدن صناعية خاصة بتطوير الألعاب الإلكترونية، ويكفينا مشاريع «برغر» و«سبانيش لاتيه».