الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

السيارات الكهربائية ستدخلنا عصراً جديداً

ما من شك أنك تلاحظ الكم المتزايد من السيارات كهربائية في شوارعنا، ولا بد أنك قد سمعت عن قوائم انتظار لسيارات تسلا، وأولئك الذين يترقبون وصول شاحنات البيك اب الكهربائية.

السيارات الكهربائية تشكل الآن ما يقرب من 9%؜ من مبيعات السيارات عالمياً، فإن كنت تعتقد أن هذا ليس كبيراً تذكر أن هذا الرقم كان 2.5٪؜ في 2019 فقط.

مبيعات السيارات الكهربائية كانت ستكون أعلى في عام 2021 لولا اختناقات الإنتاج ونقص أشباه الموصلات، ومع هذا باعت فولكس واغن حوالي 17،000 مركبة وباعت مرسيدس بنز 100 ألف سيارة كهربائية، وأنتجت تسلا لوحدها مليون سيارة، وهي تبني الآن مصنعين إضافيين لزيادة إنتاجها.

يقول المحللون إن المركبات الكهربائية لن تقلع إلا إن أصبحت أرخص من سيارات البنزين، وهي -السيارات الكهربائية- سهلة الصيانة وتوفر سعر الوقود وسعر تغيير الزيت والكهرباء أرخص من البنزين لكل ميل، وقيادتها سلسة، والمشترون الميسورون يفضلونها.

مكونات البطارية مثل الليثيوم والنيكل والكوبالت أغلى من النفط وقد تحد من مبيع السيارات الكهربائية من خلال رفع تكلفة التصنيع.

أحد أسباب انتشار السيارات الكهربائية هو الدافع الأخلاقي والبيئي، ولكن السيارات الكهربائية في العالم لا تستطيع أن تكون مؤثرة مقابل 250 مليون سيارة بنزين.

ما يقلل جاذبية هذه السيارات أيضاً عدم وجود أماكن لشحن السيارات الكهربائية، وتلك مشكلة للذين يقودون لمسافات طويلة أو سكان الشقق الذين لا يستطيعون الشحن في بيوتهم.

تقوم صناعة السيارات في العالم باستثمار نصف تريليون دولار في السنوات الخمس المقبلة للانتقال إلى تصنيع السيارات الكهربائية، ولإعادة تأهيل المصانع وتدريب العمال وكتابة البرامج وترقية الوكلاء والموزعين.

المستفيد الأكبر هو البيئة.. أحد أسباب انتشار السيارات الكهربائية هو الدافع الأخلاقي والبيئي، ولكن السيارات الكهربائية في العالم لا تستطيع أن تكون مؤثرة مقابل 250 مليون سيارة بنزين وديزل على الكرة الأرضية.

المتضرر الأكبر هو الاقتصاد.. سرعة اختراق السيارات الكهربائية سيسبب هزة اقتصادية تنعكس على انخفاض مداخيل الدول والشركات النفطية، حيث إن 30%؜ من استهلاك النفط العالمي يذهب لاستهلاك وقود المركبات.

ليس هذا فقط، الشركات الأكثر تعرضاً للخطر هي شركات توزيع الوقود، ومحطات البترول والمحلات والمطاعم الملحقة بها، وشركات تصنيع قطع الغيار وتوزيعه والكراجات التي تقوم بأعمال المكانيك وتصليح العوادم وتبديل الزيوت. في الولايات المتحدة يقدر أن الذين سيفقدون وظائفهم فيما لو تم انتقال كامل إلى السيارات الكهربائية بـ3 ملايين شخص.

كل ما سبق يجعل اختراق السيارات الكهربائية للأسواق واحدة من أهم التحولات الاقتصادية في تاريخ الرأسمالية.