الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

هل هذه بداية نهاية فيسبوك؟

في الثالث من فبراير هذا العام خسرت ميتا (فيسبوك سابقاً) 230 مليار دولار من قيمتها السوقية، وكان ذلك أكثر من ربع قيمتها، وهذا بعدما أعلنت ميتا عن تراجع عدد مستخدميها لأول مرة في تاريخ الشركة، فقبل ذلك كانت أرقام المستخدمين والمعلنين في ارتفاع مستمر عالمياً. هذه نقطة تحول لفيسبوك وبالطبع سوق الأسهم وردة فعله كانت سريعة ومألوفة، فالسوق لا يحب الأخبار السيئة.

الأخبار السيئة ستستمر في المستقبل القريب، لأن التراجع في عدد المستخدمين حدث في الولايات المتحدة وهي السوق الأهم لفيسبوك بسبب أموال المعلنين، والسوق الأوروبي مهم كذلك لفيسبوك، لكنها تواجه هناك صعوبات متعلقة بالخصوصية وازدياد القوانين، التي تضع حداً للمشاركة بالبيانات التي تجمعها فيسبوك من مستخدميها في أوروبا.

فيسبوك هددت بالخروج من السوق الأوروبي إن قرر الاتحاد الأوروبي منع المشاركة بالبيانات بين أوروبا وأمريكا. الاتحاد الأوروبي لا يريد أن تصل بيانات مواطنيه إلى مزودات فيسبوك الأمريكية لأنه غير مقتنع بأن فيسبوك ستحمي البيانات من تجسس أجهزة الاستخبارات الأمريكية، فكثير من مواطني الاتحاد الأوروبي عبّروا عن سعادتهم باحتمال خروج فيسبوك من السوق!

ميتا تواجه تحديات عدة منها أن تطبيقاتها وخدماتها فقدت بريقها منذ سنوات عدة

أضف لكل ذلك، أن متوسط أعمار مستخدمي فيسبوك في ارتفاع وتطبيقات ميتا الأخرى مثل إنستغرام وواتساب تجد منافسة شديدة في جذب المستخدمين الجدد خصوصاً المراهقين، وهذا سيكون له أثر على المدى الطويل عندما تقل أعداد مستخدمي فيسبوك وأعداد المستخدمين الجدد في نفس الوقت، وهذا ما سيجعل الشبكة أقل جاذبية، ما سيؤدي لمزيد من انتقال المستخدمين لتطبيقات وخدمات منافسة.

ميتا لا تزال تكسب، والتراجع في أعداد المستخدمين قد يكون مجرد تراجع مؤقت، وهذا لم يمنع الكثيرين من إبداء فرحهم بالأمر وتمنيهم أن تكون هذه بداية النهاية لميتا وتطبيقاتها.

هناك من رأى الأمر مجرد عثرة مؤقتة وستعود القيمة السوقية التي خسرتها فيسبوك وسيرتفع سهمها، لكن الأمر قد يتطلب بضعة أشهر أو عاماً، والحقيقة هي كالتالي: لا أحد يمكنه توقع المستقبل.

ميتا تواجه تحديات عدة منها أن تطبيقاتها وخدماتها فقدت بريقها منذ سنوات عدة، وما تخطط له ميتا من مشاريع جديدة ستحتاج لأعوام لكي ترى النور، حالياً ميتا تعمل على الاهتمام أكثر بالفيديو كمحتوى أساسي لخدماتها بما في ذلك إنستغرام وفيسبوك كمحاولة لجذب المستخدمين من تطبيقات منافسة مثل تيك توك، لكن صورة فيسبوك وسمعتها ستكون أكبر عائق أمام شركة ميتا.

عبدالله المهيري كاتب ومدون - الإمارات