الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

كفى تذمراً.. وانقذ نفسك

وسط تداعيات الحياة المستمرة بسرعة في هذا الزمان، نجد أن كل مشاكلنا فيها كأفراد خيار الانغماس وإلقاء اللوم على الآخرين والمحيط والظروف، أو قبول المشكلة و تدارك الأمر بحلول تحمينا من فواجع الزمان و تقلباته، لكن هذا لا يعفي المتسببين المباشرين بالمشكلة من تحمل جزء كبير من المسؤولية!

قبل يومين شاهدنا طوابير السيارات المصطفة أمام محطات البترول عشية رفع أسعار الوقود للاستفادة من السعر قبل التعديل، ومهما كانت الدوافع يبقى الخوف على تأثر الدخل الفردي ولقمة العيش من هكذا ارتفاعات ولو بدت قليلة في أعين فئة من الناس مبرراً منطقياً لكثير من الشرائح التي تصرف ما يأتيها لسد حاجاتها اليومية الأساسية.

يضاف ذلك إلى مخاوف عالمية من ارتفاع أسعار الأغذية وبالأخص الأساسية منها كالقمح، وسط تعمق المشكلة بالصراع الروسي - الأوكراني مؤخراً وتضرر الإمدادات العالمية وسلاسل التوريد.

دع شهيتك مفتوحة أمام تحدي المغريات وتوظيف طاقاتك الكامنة في بدء مشروع مُدر غير مكلف

ولا ننسى قبل ذلك كله كم تضررت فئات من فترة كورونا و قطعت أرزاق وأعناق.. لتُضحي المجتمعات مهما كانت تصنيفات أنظمتها تحت وطأة مشكلات اقتصادية وتداعيات اجتماعية ستتعمق أكثر فأكثر!

ورغم كل هذه الظروف يظل أمامنا كأفراد خيارات تجعل من وقع الأزمة أخف. مثلاً كأن نتجه إلى خيارات السيارات الاقتصادية والكهربائية الصديقة للبيئة، أو تعميق قبول استخدام وسائل النقل الجماعية بين فئات المواطنين تحديداً، ممن صنعوا صورة ذهنية ناقصة نوعاً ما حول هذا الأمر، فلا أجمل من رحلة على متن مترو فاخر ونظيف تقطع بها مسافات رحلتك وسط ربع المدينة الآسرة بثمن زهيد، أو الذهاب إلى مقر عملك الذي يبعد عنك بمسافة 10 دقائق مشياً على الأقدام أو بدراجة هوائية أو سكوتر كهربائي، خاصة عندما يكون الجو معتدلاً ومنعشاً.

كمثل وسائل النقل، ها نحن اليوم نشهد تطوراً كبيراً في «قطار الاتحاد» الذي سيربط بين الإمارات كافة، وبالأمس تم تثبيت القطعة الأخيرة منه على سكة مسار «الطريف - العوير» بين أبوظبي ودبي، لندخل مرحلة جديدة ستتغير معها أساليب الحياة العامة للأفراد كما المردود الاقتصادي بتوفير فرص تصل قيمتها إلى 200 مليار درهم.

الأهم في ظل هكذا تغييرات ومهددات البحث عن مصادر دخل آمنة وداعمة للمصدر الرئيسي، لا أكثر أماناً من الادخار والاستثمار وترك الكماليات في ذيل القائمة، خاصة وقت الأزمات.

دع شهيتك مفتوحة أمام تحدي المغريات وتوظيف طاقاتك الكامنة في بدء مشروع مُدر غير مكلف، ما يقلل من المغامرة التي من الأفضل تجنبها في هكذا وقت.