الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

دور البنوك.. الأشمل

ينصب دور البنوك التقليدي في إقراض الأفراد والشركات، وتسعى البنوك إلى التفنن في إصدار منتجات ائتمانية مختلفة تساهم في تلبية احتياجات فئات مختلفة من الأفراد وقطاعات اقتصادية مختلفة.

في اعتقادي أن دور البنوك في الدول النامية أكبر من مجرد الإقراض.. إنها مؤسسات اقتصادية تمثل قلب الأنشطة الاقتصادية، لذا يجب أن تمتلك نظرة اقتصادية وطنية تنسجم مع رؤية الدولة وتسعى إلى الإسهام بها ودعمها من خلال الاستثمار في قطاعات اقتصادية واعدة والمساهمة في تنمية قاعدة الشركات الصغيرة والمتوسطة.

خلال أزمة كورونا جاءت المبادرة الرئيسية من البنك المركزي الإماراتي للتخفيف عن كاهل الأفراد والشركات من خلال السماح بتأجيل الأقساط وضخ سيولة في القطاع المصرفي.. في دول أخرى جاءت المبادرات من البنوك نفسها واعتمدت في تعاملها على قاعدة بيانات عملائها من شركات وأفراد وترجمة معرفتها بهم وثقتها بهم إلى عروض سخية، بالإضافة إلى الدعم الحكومي الذي حصل عليه المتضررون من الأفراد والشركات، خصوصاً الصغيرة منها.

بعض البنوك المحلية طورت أداءها وتقوم بالاتصال بعملاء يمتلكون تاريخاً ائتمانياً جيداً وتعرض عليهم منتجات ائتمانية معينة. هذا السلوك متبع في بنوك دول متقدمة، تتصل بالعميل وتقترح عليه إمكانية رفع مبلغ السحب على المكشوف مثلاً وبفائدة محددة. مستوى اللغة المستخدمة في مخاطبة العميل راقية ومحترفة تجعل العميل يشعر أنه يتعامل مع طرف موثوق يهتم به.

حذرني مصرفي من محاولة احتيال، فقمت بإيقاف البطاقة بمساعدة شابة مواطنة قمة في الذوق والمهنية شعرت أنها فرد من العائلة

صيغة التخاطب تجعلك تشعر أنك في أمان وثقة وأموالك في مأمن حتى في حالة رفض طلب معين يتم اقتراح بديل ويتم الاعتذار بشكل لائق.

قبل أيام ودون سابق إنذار أوقف أحد البنوك المحلية ما يقارب 6000 حساب لعملائه متذرعاً بعدم استكمال متطلبات «اعرف عميلك» أو ما يسمى بالـ KYC الكثير من الحسابات لا تزال معلقة من ضمنها حسابات شركات بعضها لحق بها ضرر جسيم نتيجة هذا التعليق!

السؤال: هل كان من الضروري اللجوء إلى هذا الأسلوب الحاد؟! ألم يكن من الأجدر تبليغهم أولاً؟ وإعطاء فرصة لاستكمال أو تحديث النموذج؟!

أتمنى من المركزي الإماراتي التحقق من هذا الإجراء لأننا نهدف إلى تبني مصرفية آمنة وموثوق بها تحمي العملاء كعائلة وضمن إجراءات ودية.

وبالمقابل، منذ عدة أسابيع اتصل بي مصرفي الذي أتعامل معه محذراً من احتمال محاولة احتيال على بطاقة الدفع ونصحوني بإيقافها، وبالفعل قمت بإيقافها واستخراج بطاقة بديلة وبمساعدة شابة مواطنة قمة في الذوق والمهنية. نحتاج أن نشعر أننا نتعامل مع فرد من العائلة.