الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

الاستفادة من الأزمات والحروب

مما لا شك فيه، أن نتائج الأزمات الاقتصادية والحروب العسكرية التي تندلع في مناطق بالعالم ذات ضرر كبير على الدول التي تقع فيها، لكن هناك من يستفيد من هذه الأوقات العصيبة على شاكلة «مصائب قوم عند قوم فوائد».

الحرب الروسية - الأوكرانية التي اندلعت منذ أكثر من شهر تسببت في أزمة طاقة، ما ساهم في خلق مناخ من الفوضى بالأسواق والمؤشرات المالية العالمية، فمنذ إعلان الرئيس الأمريكي جو بايدن والاتحاد الأوروبي سلسلة من العقوبات المشددة على اقتصاد روسيا، أهمها حظر أمريكا لمشتريات النفط الروسي وكذلك عقوبات اقتصادية أوروبية من تجميد أرصدة والبحث عن بديل عن الغاز والنفط الروسي، وإعلان شركات أوروبية وأمريكية كبرى خروجها من الاستثمارات في روسيا خاصة قطاع الطاقة النفط والغاز، ارتفعت أسعار المواد الطاقوية من نفط وغاز، فحتى الفحم الحجري ارتفع بشكل كبير!

من الوهلة الأولى نجد أن البديل الأقرب لأوروبا لسد نقص إمدادات الغاز والنفط سيكون دول الخليج

السؤال الذي يطرح الآن: ماذا تستفيد منطقتنا العربية، خاصة الخليج، من الحرب الروسية الأوكرانية وتداعياتها؟

من الوهلة الأولى نجد أن البديل الأقرب لأوروبا لسد نقص إمدادات الغاز والنفط سيكون دول الخليج إذ جرت محادثات فرنسية مع السعودية وبعض حلفائها من أجل إيحاد البديل عن أي نقص بإمدادات الطاقة، لذلك لن تجد أوروبا سوقاً يلبي جزءاً كبيراً من احتياجها من الطاقة إلا السوق الخليجي، ومع خروج شركات كبرى أوروبية من روسيا من المتوقع أن تكون هدفها السعودية والإمارات، لذلك نحن موعودون بدخول استثمارات أوروبية كبرى، وما يسند ذلك توقيع ألمانيا لاتفاق طويل الأجل مع قطر لإمدادها بالغاز.

من الواضح أن أوروبا قررت الاستغناء عن الغاز والنفط الروسيين بشكل كبير. صحيح أنها بحاجة ماسة الآن لمزيد من إمدادات الطاقة خاصة الغاز لكنها بذات الوقت أدركت أنها لن تكون تحت رحمة روسيا بورقة الغاز والنفط، وهذا يعني أنه حتى لو انتهت الحرب الروسية – الأوكرانية، فأوروبا لن تعود ولن تستثمر مجدداً فيها بقطاع الطاقة.