الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

الطاقة في أوروبا.. ردود الفعل والواقعية «2»

تحاول الولايات المتحدة الأمريكية زج أوروبا في مواجهة شاملة مع أوروبا.. لم تكتفِ بالعقوبات التي صدرت من دول مختلفة أوروبية وعلى صعيد مفوضية الاتحاد الأوربي أيضاً، ويبدو واضحاً أن الاتحاد الأوربي تسرع في فرض العقوبات على روسيا وتجاهل أو استخف بحجم ارتباط الاقتصاد الأوربي بالاقتصاد الروسي.

في أحدث تقرير صادر من دائرة إحصاء الاتحاد الأوربي Eurostat في الأول من أبريل بلغ معدل التضخم في منطقة اليورو في شهر مارس 7.5% من عام 2022 مقارنة بـ5.9% خلال شهر فبراير من نفس العام، ومن خلال مراجعة تفاصيل المؤشر اتضح أن أسعار الطاقة ارتفعت بنسبة 44.7% في شهر مارس قياساً بـ32% في شهر فبراير، ومجموعة الطعام والكحول والتبغ ارتفعت لتصل إلى 5% بينما كانت في فبراير 4.2%.

إنتاج روسيا من النفط خلال شهر مارس بلغ 11 مليون برميل يومياً، تصدر 5 ملايين برميل من النفط الخام و3 ملايين برميل من المنتجات النفطية وإنتاجها يشكل أكثر من 10% من الإنتاج العالمي و8% من صادرات الخام في العالم.

باختصار.. الحقيقة التي لا يمكن تجاهلها هي أنه لا يمكن إقصاء روسيا، وستدفع أوروبا بالروبل

«تطبيل» الرئيس الأمريكي جو بايدن بحظر النفط الروسي كان يخص 700 ألف برميل فقط تستوردها أمريكا من روسيا! ولهذا – في اعتقادي - انخفض الإنتاج الروسي خلال شهر مارس 700 ألف برميل! حيث بلغ في فبراير 11.8 مليون برميل يومياً وفي مارس 11.1 مليون برميل يومياً. بمعنى آخر، هذا يعني أنه ولا دولة مستوردة للنفط الروسي أوقفت الاستيراد، لسبب بسيط لأنه لا يوجد بديل على المدى القريب وربما المتوسط لتعويض ذلك. الدولتان القادرتان على زيادة الإنتاج هما السعودية والإمارات وكلاهما لم تبديا أي استعداد لذلك وتمسكتا بما تم الاتفاق عليه ضمن أوبك بلس.

الولايات المتحدة لا تزال تسعى لتحضير بدائل للنفط الروسي من خلال دولتين: فنزويلا التي تحولت فجأة إلى بلد «صديق» بعد أن انهالت الاتهامات والعقوبات لسنوات بحجة «لعبة» الديمقراطية! وإيران التي عليها حظر تصدير النفط.. تغض عنهما الطرف كلياً عن الحظر في محاولة لتهدئة الأسعار العالمية.

إطلاق جزء من المخزونات الأمريكية لتهدئة الأسعار هو إجراء غير مؤثر ولا يمكن الاستمرار باعتماده على وتيرة متسقة.

باختصار.. الحقيقة التي لا يمكن تجاهلها هي لا يمكن إقصاء روسيا وتهميشها.. هذا الارتفاع في مؤشر أسعار الطاقة في أوروبا يؤرق قادتها وسيقود إلى تفاهمات في مقدمتها الإذعان ودفع مشتريات الغاز بالروبل!