الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

التضخم.. تحدٍ متنامٍ وتداعيات

هناك تعريفات عديدة للتضخم بعضها مطول ومتشعب، ولكن أعتقد أن الأسهل والأوضح هو أن التضخم عبارة عن الارتفاع في المستوى العام للأسعار، وهذا يعني أن الاتجاه العام لأسعار السلع والخدمات في اقتصاد ما في اتجاه صعودي، ولكن ليس بالضرورة كل السلع والخدمات تكون بالاتجاه الصعودي ولهذا نقول " الاتجاه العام للأسعار".

يقاس التضخم على مستوى المستهلك من خلال مؤشر، اختصاراً يسميه الكثير منا "مؤشر التضخم" والأصح هو "الرقم القياسي لأسعار المستهلك" ويشار إليه اختصاراً بـ"CPI”. يتألف المؤشر من مجموعة من السلع والخدمات الأساسية والتي يحتاجها المستهلك تسمى عادة "سلة السلع والخدمات".

تشكل كل مجموعة في المؤشر نسبة مرجحة بحيث يكون مجموع أوزان مجموعات السلع والخدمات يساوي 100%، وتقاس أوزان المجموعات وتحتسب بطرق إحصائية. تقارن أسعار المجموعات الواردة في المؤشر بأسعارها في سنة معينة تسمى "سنة الأساس"، والتي يفترض أن تكون سنة طبيعية خالية من الأزمات الاقتصادية والمؤثرات على الأسعار.

أوروبا غير مهيئة لفرض عقوبات فورية على روسيا.. فارتفاع أسعار الطاقة والغذاء يضغطان على دخل الفرد لديها



من أهم المجموعات ضمن المؤشر في الإمارات مجموعة "السكن والمياه والكهرباء والغاز"، ووزنها في المؤشر من حيث التأثير أكثر من الثلث.


في مؤشرات أسعار المستهلك في الاقتصادات المتقدمة تؤثر أسعار الطاقة بشكل أكبر على دخل الفرد ولها مجموعة مستقلة ضمن المؤشر.

عند ارتفاع معدل التضخم في بلد ما يبدأ بالتأثير على القوة الشرائية لدخل الفرد، الذي يضطر لدفع وحدات نقدية أكثر للحصول على نفس السلعة أو الخدمة التي كان يحصل عليها في فترة سابقة.

من أهم أسباب التضخم ارتفاع الطلب مع محدودية العرض وانخفاض قيمة العملة أو انخفاض الإنتاج أو الاستيراد (لأي سبب) وبالتالي انخفاض المعروض.

وصل التضخم في أمريكا إلى 8.5% في مارس وهو أعلى ارتفاع منذ 1981، ولهذا السبب يسعى الفدرالي الأمريكي إلى رفع معدلات الفائدة لتقليل الاقتراض وبالتالي الحد من الطلب. ارتفاع أسعار السلع الغذائية بسبب الأزمة الأوكرانية أدى إلى تقليل المعروض من السلع الغذائية، والتي من المتوقع استمرار ارتفاع أسعارها إذا ما طالت الأزمة، هذا بالإضافة إلى ارتفاع أسعار الطاقة.
في بريطانيا وصل التضخم إلى 7%، وفي ألمانيا 7.7% وفي فرنسا 4.5% وهو أعلى ارتفاع منذ 1985! أوروبا غير مهيئة لفرض عقوبات فورية على روسيا، فارتفاع أسعار الطاقة والغذاء يضغطان على دخل الفرد الأوربي وإذا استمر الوضع على هذا النحو ستكون له تداعيات اقتصادية و اجتماعية قد تقود إلى تغيير حكومات!