الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

كم ينفق العرب على الطعام في رمضان؟ (2-3)

بصورة عامة أو إجمالاً، الدول العربية مجتمعه تقوم بإلقاء 55% من استهلاكها الغذائي في سلّات المهملات بسبب سوء تقدير الاستهلاك والاحتياج من الطعام خلال الشهر الفضيل.

نعود إلى البداية للإجابة عن السؤال بعد استعراض الأرقام المفزعة في الاستهلاك والهدر.. وكم ينفق العرب على الطعام؟

صندوق النقد العربي يجيب بأن فاتورة استيراد الدول العربية للمواد الغذائية بلغت 85 مليار دولار عام 2020، واتحاد غرف التجارة والصناعة والزراعة العربية -مقره بيروت- يؤكد الإجابة بأن المنطقة العربية تستورد 90% من احتياجاتها الغذائية. وتشير بيانات الاتحاد إلى أن الدول العربية تحتاج إلى استثمار 144 مليار دولار حتى عام 2030 لتحقيق المتطلبات الغذائية لشعوبها.

هل نحن وحدنا في العالم الذي يهدر الطعام؟

الإحصاءات العالمية تقول بأن «كلنا في الهم شرق»، إذ يبدو أن ظاهرة الهدر ليست ظاهرة عربية فقط وإنما ظاهرة دولية، فوفقاً لتقرير برنامج الأمم المتحدة للبيئة للعام الماضي، فالعالم يهدر 931 مليون طن من الغذاء سنوياً، ويقدر نصيب الفرد من هدر الطعام ما يقرب من 91 كلغ في العام الواحد، وتشمل تلك الأرقام الطعام المهدر في المنازل فقط، في غياب بيانات عن المصادر الأخرى للهدر، حسب نص التقرير، ما يرشح معدلات إهدار الطعام الحقيقية للزيادة، والإهدار العالمي للطعام يعادل ثلث الطعام المخصص للاستهلاك البشري حول العالم، بينما يعاني واحد من كل تسعة أشخاص نقص التغذية، ويؤدي الإهدار إلى خسائر تقدر بنحو 940 مليار دولار سنوياً.

«كلنا في الهم شرق»، إذ يبدو أن ظاهرة الهدر ليست ظاهرة عربية فقط وإنما ظاهرة دولية

في إحصائية مهمة أعدتها خبيرة الغذاء التركية الدكتورة نهال بويوك اوصلو، بجامعة مديبول بإسطنبول.. جاء فيها: «إن ربع كمية الغذاء الذي يتم إهداره حول العالم سنوياً، تكفي لإطعام 870 مليون جائع بمختلف أرجاء الأرض».

من المتوقع وصول عدد سكان العالم 9,8 مليار نسمة عام 2050، وبذلك سيزداد الاحتياج إلى الغذاء بنسبة 60%. وتقدر قيمة كميات الغذاء المفقود والمهدر في الدول الصناعية بحوالي 680 مليار دولار تقريباً، في حين تبلغ 310 مليار دولار في الدول النامية، سنوياً.

تبلغ حصة الفرد من إنتاج الغذاء في الدول الغنية حوالي 900 كلغ سنوياً بينما تبلغ في المناطق الفقيرة 460 كلغ

وتتابع الدكتورة نهال فتقول: «40% من الطعام المفقود في الدول النامية يضيع بمرحلة ما بعد الحصاد إلى تاجر التجزئة، فيما أكثر من 40% من الطعام المفقود بالدول الصناعية يُهدر بمرحلة تجارة التجزئة ومن المستهلك النهائي».

لو تمت المحافظة على 25% فقط من الطعام المفقود والمُهدر على مستوى العالم، لأمكن إطعام 870 مليون جائع في العالم.

أليست هناك حلول لهذه القضية.. وكيف نستفيد من تجارب الدول؟